أعلنت الأمم المتحدة تسجيل 77 ألف حالة مشتبه بإصابتها، ووفاة 100 شخص، بسبب تفشي الكوليرا في أنحاء سوريا منذ الصيف الماضي، بينما تزداد المعاناة بين سكان المخيمات في شمال البلاد.
وأفادت منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 100 شخص توفوا نتيجة الإصابة بمرض الكوليرا في سوريا، منذ إعلان تفشي المرض في أغسطس/آب الماضي.
وذكرت المنظمتان أن أكثر من 77 ألف إصابة مشتبه فيها سجلت في 14 محافظة، مع ازدياد عدد الحالات في شمال غربي سوريا التي تسيطر عليها المعارضة.
وقالت منظمة منسقو الاستجابة إن مناطق شمال غرب سوريا لا تزال تنتظر توريد اللقاحات الخاصة بالكوليرا، بينما تم توريد ملايين الجرعات من اللقاحات إلى مناطق النظام وما تعرف بقوات سوريا الديمقراطية، التي تقودها مليشيات كردية.
وشهد الشمال السوري خلال الأشهر الثلاثة الماضية آلاف الإصابات بالكوليرا، في ظلّ ضعف البنية التحتية الصحية وكثرة مخيمات النازحين التي تفتقد شروط النظافة، ونقص المياه الصالحة للشرب، والتلوث الناجم عن مشاكل في شبكات الصرف الصحي.
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، توفي 20 شخصا بالكوليرا في شمال غربي سوريا، وسجّلت أكثر من 14 حالة يُشتبه في إصابتها بالكوليرا في إدلب، فضلا عن 11 ألف حالة في حلب، وفقا لبرنامج الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة.
يذكر أنّ 26% من حالات الإصابة بالكوليرا موجودة في المخيمات، لا سيما مخيمات “أطمة” بريف إدلب الشمالي، حيث بلغ عدد الإصابات المشتبه بها داخل مخيمات النازحين قرابة 6900 حالة.
وتسلم النظام السوري الشهر الماضي مليوني جرعة لقاح فموي ضدّ الكوليرا عبر منظمة الصحة العالمية، بينما لم يصل اللقاح حتى الآن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وقال ياسر نجيب رئيس اللجنة التنفيذية في فريق لقاح سوريا (محلي غير حكومي) أن منظمة الصحة العالمية وافقت في 27 ديسمبر/كانون الأول الماضي على تزويد شمال غربي سوريا بلقاحات الكوليرا، متوقعا وصولها خلال أيام قليلة.
وأشار نجيب، إلى أن العمل يتم على توفير التمويل اللازم لتنفيذ حملة اللقاح، لكن ذلك سيأخذ بعض الوقت، لافتا إلى أن “فريق لقاح سوريا” أعد الخطط العامة للتنفيذ وسيتم العمل على تعيين الكوادر وتدريبها ورسم الخطط التفصيلية ريثما يصل التمويل من الجهات الداعمة.
وشدد على ضرورة اتخاذ الإجراءات المناسبة لضمان سلامة مياه الشرب والحفاظ على خطوط نقل المياه، وإضافة مادة الكلور إلى المياه لضمان قتل الكوليرا المنقولة عبرها.
وأكد نجيب على ضرورة توعية السكان بطرق انتقال عدوى الكوليرا، التي تكون غالبا عن طريق تلوث الطعام والشراب بفضلات الإنسان.