في الأشهر القليلة الماضية، تراجعت بشكل ملحوظ مظاهر تواجد “حزب الله” اللبناني عند الحدود السورية-اللبنانية وبالقرب من الجولان المحتل. بدأت هذه التغييرات بداية شهر يونيو، حيث اختفى الحزب تدريجياً من الأماكن التي كان يفرض سيطرته عليها، تجنباً للضربات الإسرائيلية.
غياب ملحوظ في القصير والقلمون
خلال اليومين الماضيين، رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان غياباً كاملاً لعناصر “حزب الله” في مناطق القصير والقلمون في ريف دمشق، وهي المناطق التي كان يتواجد فيها الحزب بشكل مكثف سابقاً. بدلاً من وجود عناصر الحزب، شوهدت أعداد قليلة من السوريين في تلك المناطق، مما يشير إلى تغيير كبير في الوضع العسكري هناك.
الإجراءات الاحترازية وتفادي الضربات الإسرائيلية
اتخذ “حزب الله” إجراءات احترازية ملحوظة لتفادي الهجمات الإسرائيلية، بما في ذلك تقليص الظهور العلني لقادته وعناصره ومنع التجول بشكل مكشوف. كما اتخذ الحزب خطوات للحد من الكشف عن تنقل شاحناته بين لبنان وسوريا، وهو ما يعكس خوفه من تكرار استهداف مواقع الحزب من قبل الطيران الحربي الإسرائيلي.
تأثير التصعيد الإسرائيلي
التصعيد الإسرائيلي الأخير كان له تأثير كبير على “حزب الله”، حيث ركزت الهجمات بشكل أساسي على مواقعه في سوريا، مما أدى إلى وقوع العديد من القتلى والجرحى في صفوف عناصر الحزب والسوريين العاملين معه. هذا التصعيد دفع الحزب إلى اتخاذ تدابير وقائية لتقليل الخسائر وحماية قدراته العسكرية.
وجود مستمر في مناطق أخرى
على الرغم من تغيبه عن الحدود السورية-اللبنانية والجولان المحتل، لا يزال “حزب الله” يتواجد في مناطق أخرى في سوريا. يتواجد الآلاف من عناصر الحزب في مواقع مختلفة، رغم أنهم لم يعودوا يظهرون بنفس الكثافة السابقة. كما يوجد العديد من العناصر من العراقيين والسوريين وقوات النخبة في ريف القنيطرة وريف دمشق، ولكنهم اختفوا بشكل ملحوظ من المشهد العام.
التغييرات في تواجد “حزب الله” تعكس استجابة الحزب للتصعيد الإسرائيلي الأخير، مما يجبره على اتخاذ تدابير احترازية لتفادي المزيد من الخسائر. ومع ذلك، لا يزال الحزب نشطاً في مناطق أخرى بسوريا، حيث يواصل نشاطه العسكري بطرق أكثر سريّة وحذراً.