سد النهضة، أثارت خطوة إغلاق إثيوبيا لبوابات المفيض العلوي في سد النهضة بعد أربعة أيام فقط من فتحها، الكثير من التساؤلات والتحليلات حول أسباب هذه الخطوة والتوقيت الذي جاء بها.
التفاصيل الأولية:
في 24 أغسطس 2024، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي عن بدء تدفق المياه من بوابات المفيض العلوي بسرعة 2800 متر مكعب في الثانية، ما يعادل 240 مليون متر مكعب يومياً. جاء هذا الإعلان بمثابة بشرى لدولتي المصب، مصر والسودان، مع وعد بإطلاق المياه بشكل منظم. ومع ذلك، فقد تم إغلاق هذه البوابات بعد أربعة أيام فقط، في 28 أغسطس 2024، مما أثار العديد من التساؤلات حول دوافع هذا القرار.
التخزين والوضع الحالي:
حتى تاريخ 29 أغسطس 2024، بلغت كمية التخزين في السد حوالي 56 مليار متر مكعب عند منسوب 636 متر. إذا استمر إغلاق البوابات، فإن أقصى تخزين يمكن تحقيقه هو 64 مليار متر مكعب عند منسوب 640 متر، وهو المستوى الذي يتوقع الوصول إليه بحلول 8 سبتمبر 2024. وفي حالة الاستمرار في غلق البوابات، سيكون من الضروري فتح أربع بوابات على الأقل لتصريف 400 مليون متر مكعب يومياً، وهو متوسط الإيراد اليومي المتوقع لشهر سبتمبر، أو مرور المياه من أعلى الممر الأوسط.
التجريب أم التهديد؟
قد يكون الهدف من فتح البوابات هو اختبارها قبل بدء العمليات الكبيرة، وليس بالضرورة لتدفق المياه بشكل دائم. إذ يمكن أن تكون فترة الأربعة أيام فترة اختبار للتأكد من جاهزية النظام والتحقق من كيفية تعامل السد مع كميات المياه الكبيرة.
رد فعل سياسي:
من الممكن أن يكون إغلاق البوابات جاء كرد فعل على الأحداث الإقليمية، مثل وصول قوات عسكرية مصرية إلى الصومال في 27 أغسطس 2024 لحفظ الأمن والسلم. قد يكون القرار جزءاً من استراتيجية للتأثير على المواقف السياسية لدول المصب وتقديم إشارات متباينة.
أسباب فنية أو تشغيلية:
هناك احتمال أن يكون القرار ناتجاً عن مشكلات فنية أو تشغيلية تتعلق ببوابات المفيض أو بنظام التحكم في السد، مما يستدعي إغلاقها مؤقتاً لحل المشكلات قبل إعادة فتحها مرة أخرى.
الخطوات المقبلة:
تتوقع إثيوبيا أن تعود المياه التي كانت في طريقها إلى دول المصب بعد إغلاق البوابات إلى التدفق مجدداً، إما عبر التوربينات أو عبر فتح بوابات المفيض مرة أخرى قبل موسم الأمطار القادم. وفي جميع الأحوال، فإن الوضع يتطلب متابعة دقيقة وتنسيق مستمر بين جميع الأطراف المعنية لضمان التوصل إلى اتفاقات بشأن إدارة تدفق المياه وتأثيراتها المحتملة.
الخلاصة:
إغلاق بوابات المفيض العلوي بعد فترة قصيرة من فتحها يثير العديد من التساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذا القرار. بينما قد تكون هناك أسباب فنية أو سياسية، من الضروري أن تواصل الدول المعنية متابعة الوضع والتنسيق لضمان إدارة فعالة وآمنة لموارد المياه المشتركة.