تلعب الانتماءات العشائرية دورًا محوريًا في السياسة والاقتصاد والقيادة في الصومال، حيث يظل الصراع على السلطة والنفوذ مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالروابط القبلية. في السنوات الأخيرة، أصبح تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على هذه الديناميات أكثر وضوحًا، حيث تستغل حركة الشباب هذه المنصات لنشر دعايتها وتعميق الانقسامات داخل المجتمع الصومالي.
الانتماءات العشائرية والسياسة: تعتبر الهوية العشائرية وسيلة أساسية للسياسيين في الصومال للحصول على السلطة أو الحفاظ عليها. على سبيل المثال، خلال انتخابات بونتلاند التي جرت في 8 يناير 2024، صرح سعيد عبد الله داني، رئيس بونتلاند، عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن رئيس الصومال حسن شيخ يستخدم عشيرته كوسيلة لغزو بونتلاند. عمل داني على تقديم نفسه كمدافع رئيسي ضد هذا التهديد المزعوم، مما مكن حركة الشباب من استغلال هذه التصريحات لأغراض دعائية. ادعت الحركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن السياسيين يحرضون على الصراعات العشائرية بينما يصورون أنفسهم كحماة للإسلام الحقيقي بعيدًا عن الطموحات السياسية.
الاستراتيجية الرقمية لحركة الشباب: من يناير إلى ديسمبر 2023، تبنت حركة الشباب نهجًا تكتيكيًا لبناء شبكتها على الإنترنت والسيطرة على السرد. تمثل هذه الاستراتيجية في إنشاء قنوات وحسابات جديدة على منصات مثل تيليجرام وفيسبوك لمشاركة المعلومات المؤيدة لحماس باللغة الصومالية. وقد تم إنشاء هذه القنوات بسرعة عقب هجوم حماس، بهدف ربط المتعاطفين مع الشباب وأعضائها بالتحديثات من غزة. هذا يشير إلى تكيف الحركة مع الثورة التكنولوجية من خلال استخدام نماذج اللغة الكبيرة والذكاء الاصطناعي لتحسين استراتيجياتها الدعائية.
البنية الاتصالية لحركة الشباب: تتألف البنية الاتصالية لحركة الشباب من أربعة مكونات رئيسية:
مؤسسة الكتائب الإعلامية: تنتج محتوى سمعي بصري رسمي يتوزع عبر مواقع الأخبار الإلكترونية وحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالحركة.
محطات الراديو: تستهدف الجماهير الصومالية في المناطق الريفية التي قد لا تتوفر فيها إمكانية الوصول إلى الإنترنت، مثل إذاعة الفرقان وإذاعة الأندلس.
مصادر الأخبار على الإنترنت: تتنكر في هيئة منافذ إخبارية شرعية مثل Shahada News وSomalimemo، وتنتج مقالات وتقارير مؤيدة للمتمردين.
شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة: تستخدم الحركة منصات مثل تيليجرام وفيسبوك، بالإضافة إلى شبكات أخرى مثل OK.ru وTikTok وX.
استغلال الأزمات والوسائط الرقمية: في حادثة حديثة بمدينة كابودواك، نهب مواطنون مركبة تحمل أسلحة مجهولة دخلت البلاد من الحدود الإثيوبية. أدى هذا الحدث إلى انتشار صور مزيفة تدعي أن الأسلحة تم الاستيلاء عليها من عشيرة أخرى. استغلت حركة الشباب هذه الحادثة لترويج أكاذيب مفادها أن الحكومتين الإثيوبية والصومالية تتبادلان الأسلحة داخل الصومال، وحثت المواطنين الصوماليين على الاستسلام لها عبر منصات مثل فيسبوك وتويتر.
أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الانقسام القبلي: تستغل وسائل التواصل الاجتماعي لتعزيز المصالح القبلية، مما يؤدي إلى تعميق الانقسامات داخل المجتمع الصومالي. يوفر هذا الانقسام فرصة لحركة الشباب لنشر الأكاذيب والمعلومات المضللة، مما يفاقم الصراعات القبلية ويزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.
التداعيات: تظهر هذه الديناميات كيف يمكن أن تؤدي الانقسامات العشائرية والتضليل الإعلامي إلى تعزيز الصراعات الداخلية في الصومال. يجب على المجتمع الدولي والمراقبين أن يكونوا على دراية بهذه التحديات وأن يعملوا على دعم الجهود المبذولة لوقف استغلال وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الكراهية والتضليل.
تستمر حركة الشباب في استغلال الظروف لتحقيق أهدافها، بينما يواجه الشعب الصومالي تحديات متزايدة في سبيل تحقيق الاستقرار والوحدة الوطنية.











