أفادت الباحثة إيفا كولوريوتي، المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط، بمعلومات حصرية مصدرها “مصدر أمني” حول اختراق قوات خاصة إسرائيلية لمنشأة صواريخ إيرانية تقع بالقرب من منطقة مصياف في سوريا.
وبحسب التقارير، قامت القوات الخاصة الإسرائيلية بجمع مواد استخباراتية قيمة وربما اعتقلت أيضًا عددًا من المهندسين العاملين في المنشأة، وعادت بهم إلى إسرائيل.
تفاصيل الهجوم:
في نهاية الأسبوع المنصرم، أعلنت سوريا عن وقوع سلسلة من الغارات الجوية هي الأكبر على البلاد منذ سنوات، مستهدفة مناطق دمشق وحمص وحماة وطرطوس. ويبدو أن هذه الغارات كانت جزءًا من حملة أوسع تستهدف الأهداف العسكرية والاستراتيجية في البلاد، بما في ذلك المنشآت المتعلقة بالأسلحة والصواريخ.
المنشأة المستهدفة في منطقة ماسيف كانت قيد الإنشاء منذ عام 2018، وشهدت عدة هجمات في السنوات الماضية. ورغم ذلك، خضعت المنشأة لعمليات ترميم جزئية بعد كل هجوم، واحتفظت ببنية تحتية تحت الأرض لمزيد من الحماية.
المنشأة تابعة لـ “معهد 4000” – في “القسم 4” التابع للمركز السوري للأبحاث العلمية، وتخصصت في تطوير صواريخ دقيقة، بما في ذلك صواريخ “فتح 110” التي تصنعها إيران لصالح حزب الله.
أهداف الهجمات وأثرها:
الهجمات الأخيرة، والتي تمت باستخدام صواريخ كروز “دليلة” وربما أسلحة متنقلة من منصات بحرية، استهدفت أهدافًا ذات أهمية استراتيجية مثل وكالة الأبحاث العلمية السورية (SSRC) و”معهد 4000″.
التقارير تشير إلى إصابة عدد من المهندسين البارزين خلال الهجوم، بما في ذلك هشام الصبحي، مدير الخدمات الفنية في حماة.
الحملة الإسرائيلية تأتي في سياق أوسع من عمليات استهداف المنشآت العسكرية السورية، التي تشمل أيضًا استهداف مشاريع تطوير الصواريخ بدعم إيراني. وبحسب المعلومات، فإن المنشأة التي تعرضت للهجوم كانت أحد المواقع التي انتقلت إليها مشاريع تطوير الصواريخ بعد تضرر بنيتها التحتية في دمشق.
حوادث سابقة:
في أغسطس 2018، قُتل الدكتور عزيز أسبار، رئيس “القسم 4” في المركز السوري للأبحاث العلمية، جراء انفجار سيارته بالقرب من منشآت الوكالة في منطقة المصيف. وكان القسم مسؤولًا عن برامج تطوير الصواريخ الباليستية في سوريا.
تمكنت قوات الاحتلال الإسرائيلية من تحديد مجمعين في منطقة ماسيف يدعمان المشاريع العسكرية السورية مثل مشروع 991 لتطوير صواريخ سكود المحسنة، ومشروع 794 و111 الخاصين بتطوير صواريخ أرض جو وصواريخ دقيقة.
تواصل إسرائيل تنفيذ عمليات متقدمة ضد المنشآت العسكرية في سوريا، مستهدفة بشكل خاص تلك المرتبطة ببرامج الصواريخ الإيرانية والسورية. وتبرز هذه الأحداث التهديدات المتزايدة في المنطقة، وتزيد من تعقيد المشهد الأمني الإقليمي.