استولت هيئة تحرير الشام على القنصلية الإيرانية في مدينة حلب شمال سوريا، في وقت حساس وسط تصاعد العمليات العسكرية في الشمال السوري.
هذا الهجوم يأتي في إطار عملية عسكرية واسعة بدأها الجيش السوري لمواجهة تقدم الفصائل المسلحة، وخاصة معارضي نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وبحسب مصادر محلية، فقد فر القائم بأعمال السفارة الإيرانية وعدد من الدبلوماسيين، بالإضافة إلى عدد من الجنود المتمركزين في القنصلية قبل ساعات من الاستيلاء عليها من قبل قوات تحرير الشام. وكانت هذه الخطوة جزءًا من تصعيد ميداني تشهده المنطقة، حيث تجري مواجهات عنيفة بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة.
وفي إطار النزاع الدائر، أفاد السكان المحليون في حلب بأن آلاف المركبات المدنية غادرت الطريق الرئيسي للمدينة، التي لا تزال تحت سيطرة القوات الحكومية. هذا النزوح الجماعي جاء بعد ساعات قليلة من سيطرة معارضي الأسد على الأحياء الرئيسية في المدينة.
وقال البعض إن معظم المركبات كانت متجهة نحو الاذقية والسالمية، فيما تم إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في المنطقة.
في الوقت نفسه، أعلنت هيئة تحرير الشام سيطرتها على مدينة خان شيخون في ريف إدلب، وبالتالي فقد أصبحت تحرير الشام تسيطر على كامل محافظة إدلب، مما يضاعف من ضغوطها على الحكومة السورية في مناطق الشمال. في خطوة مفاجئة، فرضت الهيئة حظر تجوال لمدة 24 ساعة في مدينة حلب اعتباراً من الساعة 15:00، وهو ما زاد من حالة التوتر في المدينة.
من جهة أخرى، قال مصطفى عبد الجابر، أحد قادة كتيبة جيش العزة المعارضة، في تصريح له، إن التقدم السريع الذي تحرزه فصائل المعارضة في منطقة حلب يعود إلى تقليص القوات التي تدعمها إيران في المنطقة. وأضاف أن المعسكر الذي تدعمه إيران يعاني من نقص في القوة البشرية، مما سهل تقدم الفصائل المعارضة بشكل ملحوظ.
ويُضاف إلى هذه التطورات الحربية المستمرة تصاعد حرب غزة في الشرق الأوسط، حيث تعرضت القوات المتحالفة مع إيران، خاصة حزب الله في المنطقة، لسلسلة من الضربات الجوية القوية من إسرائيل، مما أثر على قدرة هذه الجماعات على التدخل في العمليات العسكرية بسوريا.
وأخيرًا، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن معارضي بشار الأسد يسيطرون على الجزء الأكبر من مدينة حلب، مما يشير إلى تحول كبير في ميزان القوى في المدينة الاستراتيجية، في وقت يشهد فيه النزاع السوري تطورات ميدانية معقدة.