أعلن وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن إيران مستعدة للنظر في إرسال قواتها إلى سوريا في حال تلقت طلبًا رسميًا من الحكومة السورية. وقال عراقجي في تصريحات نقلتها وكالة “تسنيم” الإيرانية ووسائل إعلام قطرية، إن “إيران مستعدة للنظر في إرسال قوات إلى سوريا إذا تلقت طلبًا رسميًا من دمشق”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس تشهد فيه سوريا تصعيدًا عسكريًا في مناطق عدة، خاصة في الشمال والشمال الغربي، حيث تسعى الفصائل المعارضة المدعومة من تركيا، بالإضافة إلى هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، إلى السيطرة على المزيد من الأراضي. وبالفعل، تمكنت هذه الفصائل من استعادة كامل مدينة حلب وأريافها، وتركز الآن على اختراق دفاعات النظام السوري في مدينة حماة وسط البلاد.
وأشار عراقجي إلى أهمية “حماية إنجازات مسار أستانا”، الذي كان قد تم برعاية روسية-إيرانية-تركية، وحقق وقف إطلاق نار في منطقة إدلب عام 2020. وأضاف أن الدعم الإيراني مستمر للنظام السوري في مواجهة الهجمات العسكرية، مع وجود مستشارين عسكريين إيرانيين يعملون إلى جانب قوات النظام السوري.
ويأتي هذا في وقت حساس للنظام السوري، الذي تعرض لعدة ضربات عسكرية قوية، كان أبرزها فقدان مدينة حلب وأريافها لصالح الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا. وفيما تتزايد التهديدات في مناطق أخرى من سوريا، لا سيما حماة، تطرح تساؤلات حول مدى استعداد رئيس النظام السوري، بشار الأسد، للانخراط في مفاوضات سياسية لإنهاء الصراع. فبخلاف الدعوات المتكررة لإيجاد حل سياسي للأزمة، يبدو أن الأسد قد تجنب الدخول في أي مفاوضات منذ فترة طويلة.
وفي هذا السياق، يظل دور إيران في سوريا حاسمًا، حيث تدعم النظام العسكري والسياسي، ومن خلال هذه التصريحات، يبدو أن إيران على استعداد لتعزيز وجودها العسكري في حال كانت هناك حاجة ماسة لذلك، خصوصًا في ظل التصعيد الأخير الذي يهدد استقرار المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
إن التداعيات المحتملة لهذا التصعيد قد تؤدي إلى مزيد من التعقيد في المفاوضات السياسية بشأن الحل في سوريا، بالإضافة إلى تزايد التدخلات العسكرية من القوى الإقليمية والدولية المتورطة في الصراع