تقرير: خطوة تاريخية نحو السلام والتعاون بين الصومال وإثيوبيا برعاية تركية
عملية أنقرة: ثمانية أشهر من العمل الدبلوماسي
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة أنقرة، عن اتخاذ “الخطوة الأولى نحو بداية جديدة قائمة على السلام والتعاون” بين الصومال وإثيوبيا. جاء ذلك بمشاركة الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في سياق جهود تركيا لتعزيز الاستقرار الإقليمي في منطقة القرن الإفريقي.
أشار الرئيس أردوغان إلى أن “عملية أنقرة”، التي انطلقت قبل ثمانية أشهر، لعبت دورًا محوريًا في تقليص التوترات بين الصومال وإثيوبيا. هذه العملية تضمنت لقاءات متعددة بين وزراء خارجية البلدين، في أنقرة ونيويورك، بالإضافة إلى اتصالات مستمرة على مختلف المستويات. ونتيجة لهذه الجهود، تم التوصل إلى إعلان مشترك يشكل إطارًا للتعاون المستقبلي بين البلدين.
دور تاريخي لتركيا في تقريب وجهات النظر
أعرب أردوغان عن اعتزازه بدور تركيا كوسيط محايد ومؤثر، مؤكدًا أهمية هذه الخطوة في إعادة بناء العلاقات بين الصومال وإثيوبيا، التي شهدت توترات منذ توقيع إثيوبيا اتفاقًا مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي مطلع عام 2023.
وتطرق أردوغان إلى أهمية معالجة المطالب الإثيوبية المتعلقة بالوصول إلى البحر، معربًا عن ثقته في أن الصومال سيقدم الدعم اللازم لتحقيق ذلك، مما يعزز التعاون الإقليمي ويقلل من النزاعات المستقبلية.
ردود أفعال إيجابية من الصومال وإثيوبيا
في مداخلته، قدم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود شكره لتركيا على جهودها البناءة في حل الخلافات بين بلاده وإثيوبيا. وأكد على ضرورة أن تكون العلاقات الثنائية مفيدة للشعبين، مشددًا على أهمية السلام والاستقرار في المنطقة.
من جهته، أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عن امتنانه لتركيا لدورها البارز في ضمان الاستقرار في القرن الإفريقي، مؤكدًا التزام بلاده بمواصلة العمل لتحقيق التعاون الإقليمي.
خلفية التوترات وأهمية الاتفاق
تدهورت العلاقات بين الصومال وإثيوبيا إثر توقيع الأخيرة اتفاقًا مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي، يمنحها حق استخدام سواحل الإقليم لأغراض تجارية وعسكرية. رفضت الصومال هذا الاتفاق ووصفته بأنه “انتهاك للسيادة”، بينما دافعت إثيوبيا عنه باعتباره اتفاقًا غير مضر بالآخرين.
الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة تركية يهدف إلى طي صفحة هذه الخلافات، وتأسيس شراكة جديدة قائمة على التعاون المتبادل، مما يسهم في تعزيز الأمن والازدهار في منطقة القرن الإفريقي.
آفاق المستقبل
مع توقيع الإعلان المشترك، يُتوقع أن تشهد العلاقات بين الصومال وإثيوبيا تحولًا إيجابيًا، مدعومًا بالتزام الأطراف بتنفيذ مشاريع مشتركة تعزز السلام والتنمية الاقتصادية. هذه الخطوة تعكس أهمية الدبلوماسية التركية في حل النزاعات الإقليمية وتعزيز الاستقرار العالمي.