ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” أن قيادات من أكراد سوريا قد تواصلوا مع إسرائيل في محاولة لإنشاء قناة اتصال جديدة، وسط المتغيرات السياسية في المنطقة، فيما وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون، الاثنين، أن وقف إطلاق النار بين تركيا والقوات التي يقودها الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة في مدينة منبج ومحيطها بشمال سوريا ما زال صامدا، رغم التصريحات المتضاربة حول الوضع الميداني في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قد أبرز أهمية دعم الأكراد السوريين في محادثاته مع الدبلوماسيين الغربيين.
ويعود تاريخ العلاقة بين إسرائيل والأكراد إلى ستينات القرن الماضي، حيث حافظت إسرائيل على علاقات سرية عسكرية ومخابراتية وتجارية مع الأكراد السوريين، معتبرة أن هذه الأقلية العرقية تشكل عازلا استراتيجيا بينها وبين أعدائها المشتركين في المنطقة.
البنتاجون: وقف إطلاق النار بين تركيا وقوات قسد في منبج لا يزال صامدا
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، الاثنين، أن وقف إطلاق النار بين تركيا والقوات التي يقودها الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة في مدينة منبج ومحيطها بشمال سوريا ما زال صامدا، رغم التصريحات المتضاربة حول الوضع الميداني في المنطقة.
وأوضحت المتحدثة باسم البنتاجون، سابرينا سينج، خلال مؤتمر صحفي، أن “وقف إطلاق النار في تلك المنطقة الشمالية من سوريا لا يزال قائما”، مما يشير إلى استقرار نسبي في المنطقة رغم التوترات المستمرة بين الأطراف المعنية. وتوسطت واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر لوقف إطلاق نار أولي، بعد اندلاع القتال بين تركيا وفصائل كردية مسلحة مدعومة من الولايات المتحدة.
من جانبها، قالت وزارة الدفاع التركية في 19 ديسمبر إن هناك “لا حديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار” بين أنقرة وقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، وهو ما يعكس تصاعد التوترات بين الطرفين. وتعد قوات سوريا الديمقراطية الحليف الرئيسي في التحالف الأمريكي ضد تنظيم “داعش” في سوريا، وتقود هذه القوات وحدات حماية الشعب الكردية، التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني، الذي تصنفه أنقرة “منظمة إرهابية”.
ورغم التصنيف الأمريكي والغربي لحزب العمال الكردستاني كمنظمة إرهابية، فإن الولايات المتحدة وحلفاءها لا يشملون وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية في هذا التصنيف، مما يخلق تباينا في المواقف بين الولايات المتحدة وتركيا.
تحتفظ الولايات المتحدة بنحو 2000 جندي في سوريا، يعملون بشكل رئيسي مع قوات سوريا الديمقراطية لمحاربة تنظيم “داعش” ومنع عودته إلى المناطق التي كان يسيطر عليها في السابق، خاصة في مناطق العراق وسوريا التي استولى عليها التنظيم في عام 2014.
إذن، يبقى الوضع في شمال سوريا معقدا للغاية، حيث تتداخل مصالح القوى الإقليمية والدولية بشكل يتطلب الكثير من التفاوض والتوازنات لتحقيق الاستقرار في المنطقة.