بعد التهديدات التي اطلقها الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن قراره بشأن مستقبله السياسي وسط الأزمة التي تواجه حكومته والانخفاض الكبير في شعبيته ومن المتوقع أن يعلن ترودو عن خططه المتعلقة بالبقاء في منصبه أو استقالته يوم الاثنين المقبل قبيل اجتماعه مع كتلة حزبه الليبرالي يوم الأربعاء.
الظروف المحيطة بالأزمة
خلال السنوات التسع الماضية قاد ترودو كندا كرئيس لحزب الليبراليين إلا أن حكومته بدأت تشهد حالة من الاضطراب بعد استقالة وزير المال كريستيا فريلاند الشهر الماضي ويعود السبب وراء الاستقالة إلى خلافات بين فريلاند وترودو بشأن كيفية التعامل مع تهديد دونالد ترامب الذي هدد بفرض رسوم جمركية قاسية على السلع الكندية .
وقد أثار هذا الخلاف توترات داخل حزب الليبراليين مما دفع عددا من نواب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى المطالبة باستقالته.
انخفاض شعبية ترودو
تعكس استطلاعات الرأي الأخيرة انخفاضا كبيرا في شعبية ترودو حيث تشير التقديرات إلى أن حزبه الليبرالي قد يواجه هزيمة انتخابية إذا أجريت الانتخابات قريبا.
وبحسب استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إيبسوس في سبتمبر الماضي أظهر أن 26% فقط من المشاركين أيدوا رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لرئاسة الحكومة مقارنة بمنافسه من حزب المحافظين الذي يتفوق عليه بشكل كبير.
وبالإضافة إلى هذا التراجع في الشعبية يواجه رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي مثل ارتفاع تكاليف المعيشة في كندا مما دفع العديد من المواطنين إلى الشعور بالإحباط إزاء أدائه السياسي.
الفضائح السياسية
تعد فترة ولاية رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو مليئة بالفضائح السياسية التي أثرت سلبا على صورته العامة ، ففي عام 2019 تعرض ترودو لانتقادات شديدة بعد نشر صور له وهو يرتدي مكياجا بني اللون في عدة مناسبات مما أثار ضجة في الأوساط السياسية الكندية .
كما تعرضت حكومته في العام ذاته إلى استقالة وزيرة العدل السابقة جودي ويلسون رايبولد وهو ما زاد من القلق حول استقرار حكومته.
تهديدات ترامب
عقب الانتخابات الأمريكية التي جرت في نوفمبر الماضي أثيرت المخاوف بشأن التهديدات التي أطلقها الرئيس المنتخب دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع القادمة من كندا والمكسيك.
يتوقع أن تؤثر هذه الإجراءات بشكل سلبي على الاقتصاد الكندي حيث حذر خبراء الاقتصاد من تداعيات اقتصادية سلبية قد تؤدي إلى تدهور العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة.
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي قاد حزبه من المركز الثالث إلى المركز الأول في انتخابات 2015 يواجه اليوم تحديات غير مسبوقة.
فبعد وعوده بمنصة للهجرة المفتوحة ومحاربة تغير المناخ وزيادة الضرائب على الأثرياء تزايدت الضغوط عليه نتيجة للفشل في معالجة قضايا اقتصادية حيوية فضلا عن تراجع شعبيته في ظل الأزمات التي تواجه حكومته.
مستقبل جاستن ترودو
مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في أكتوبر 2025 قد يجبر ترودو على اتخاذ قرار مصيري بشأن مستقبله السياسي وفي حال استقالته ستكون كندا على أعتاب مرحلة جديدة من القيادة السياسية قد يشهد خلالها الحزب الليبرالي تغييرات هامة في هيكل القيادة خاصة إذا ما قرر أحد أعضاء الحزب الترشح لتولي منصب رئيس الحكومة.
أيا كان القرار الذي سيتخذه ترودو فإن الفترة المقبلة ستكون حاسمة لمستقبل الحزب الليبرالي في كندا وسط تحديات داخلية وخارجية متزايدة وتوقعات بأن تتسارع الأحداث السياسية في الأيام المقبلة.