التوترات الإقليمية بين إثيوبيا وإريتريا
هددت إثيوبيا دولة إريتريا بدعم المعارضة المسلحة التي تهدف لإسقاط نظام أسياس أفورقي، مع تحالف أسمرة مع مصر والصومال. وهو التحالف الاستراتيجي بين الدول الثلاث لمكافحة الإرهاب ودعم وحدة واستقرار دول القرن الأفريقي، والعمل على تأمين الملاحة في البحر الأحمر.
وفي تصريحات متلفزة، قال جنرال في قوات الدفاع الوطنية الإثيوبية إن مصر وإريتريا هما “عدوان تاريخيان” بالنسبة لإثيوبيا، وذلك في تصريح علني يثير تساؤلات حول تطورات العلاقات بين هذه الدول في ظل حكم رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.
التحالف الإريتري مع مصر والصومال
في وقت سابق، اتفقت إريتريا مع كل من مصر والصومال على تحالف استراتيجي يهدف إلى مكافحة الإرهاب ودعم وحدة واستقرار دول القرن الأفريقي، بالإضافة إلى تأمين الملاحة في البحر الأحمر. وهذا التحالف يُعتبر بمثابة تهديد للمصالح الوطنية الإثيوبية، خاصة في ضوء ما يعتبره الإعلام الإثيوبي والمصادر المقربة من الحكومة الإثيوبية تحالفًا علنيًا بين إريتريا وخصوم إثيوبيا، وهما مصر والصومال. هذا التحالف يثير القلق داخل الدوائر السياسية والعسكرية الإثيوبية، حيث يُنظر إليه كعامل مزعزع للاستقرار.
إثيوبيا والمتمردين الإريتريين
في هذا السياق، طالبت بعض القوى الإثيوبية بضرورة استضافة وتدريب وتسليح الجماعات المتمردة الإريترية التي تسعى للإطاحة بنظام أسياس أفورقي. كما يُنظر إلى نشر هذه القوات في المدن والبلدات الحدودية كإجراء استراتيجي لزعزعة استقرار النظام الإريتري.
مؤتمر المعارضة الإريترية في أديس أبابا
في خطوة مرتبطة بالتحركات السياسية في إثيوبيا، تُنظم حركة لواء نحميدو، وهي حركة مؤيدة للديمقراطية يقودها المغتربون، مؤتمرًا رئيسيًا في أديس أبابا في 25 يناير 2025. هذا المؤتمر سيجمع قادة وممثلين عالميين لوضع استراتيجية للانتقال الديمقراطي في إريتريا. وفي هذا السياق، سيستغل الناشط الحقوقي الإريتري بارز، بيين جيريزغير، الفرصة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل انتقال سلمي في إريتريا، مع مواصلة مهمته المستمرة في الكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان ودعوة النظام الإريتري للإصلاح.
التصريحات العسكرية والتداعيات الاستراتيجية
في تصريحات متلفزة، أكّد الجنرال الإثيوبي على أن التحالف الإريتري مع مصر والصومال يشكل تهديدًا خطيرًا للمصالح الإثيوبية، مشيرًا إلى أن تطورات العلاقات بين هذه الدول قد تؤثر على الأوضاع العسكرية والإستراتيجية في المنطقة. كما اتهم الجنرال جبهة تحرير شعب تيغراي، التي كانت جزءًا من النزاع العسكري الأخير في إثيوبيا، بارتكاب “خطأ كبير” عندما تخلت عن الوصول إلى ميناء عصب في إريتريا، واعتبر أن هذا القرار كان له تداعيات اقتصادية واستراتيجية كبيرة على إثيوبيا.
التوترات الإقليمية وتأثيرات الوضع العسكري
تعد هذه التصريحات العسكرية خطوة كبيرة نحو تصعيد التوترات بين إثيوبيا وإريتريا، اللتين شهدتا صراعات مسلحة في الماضي، بالإضافة إلى علاقات متوترة مع مصر بسبب الخلافات حول مشروع سد النهضة الإثيوبي. كما أن التصريحات تعكس رؤية القيادة الإثيوبية الحالية التي يقودها رئيس الوزراء آبي أحمد، في ظل تحولات استراتيجية قد تؤثر بشكل كبير على السياسة الإقليمية في القرن الإفريقي. منذ بداية النزاع في إقليم تيغراي في أواخر 2020، كانت هناك العديد من الاتهامات المتبادلة بين إثيوبيا وجبهة تحرير شعب تيغراي بشأن دعم إريتريا للمعارضين الإثيوبيين، مما يعكس تعقيد الوضع الإقليمي والتداخل بين العوامل العسكرية والسياسية في المنطقة.
إن تطورات الوضع في القرن الإفريقي تشير إلى تصعيد غير مسبوق في العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا، خاصة مع التصريحات العسكرية الأخيرة والأنشطة السياسية المتزايدة في المنطقة. هذا الوضع قد يؤثر على الاستقرار الإقليمي ويزيد من تعقيد الصراعات في المنطقة، ما يتطلب تحركات دبلوماسية حثيثة لضمان استقرار السلام في القرن الإفريقي.