توترات دبلوماسية بين أذربيجان وإيران
في خطوة تصعيدية جديدة، استدعت وزارة خارجية جمهورية أذربيجان القائم بالأعمال الإيراني في باكو، جعفر آغاي ماريان، وذلك بعد يوم واحد من احتجاج مماثل من وزارة الخارجية الإيرانية على سفير أذربيجان في طهران. يأتي هذا الاستدعاء الثاني للسفير الإيراني في هذا البلد خلال الشهر الماضي، وسط توترات متزايدة بين البلدين تتعلق بحملات إعلامية وصفها المسؤولون الأذربيجانيون بأنها تضر بعلاقات الجانبين.
خلفية التوترات الحالية
عزت وكالة أنباء “ابا” في جمهورية أذربيجان استدعاء القائم بالأعمال الإيراني إلى “حملات” إعلامية تشنها وسائل الإعلام الإيرانية ضد جمهورية أذربيجان ورئيس البلاد إلهام علييف. ورغم أن الوكالة لم تقدم تفاصيل دقيقة حول محتوى هذه الحملات، إلا أن الاستدعاء جاء في وقت حساس، حيث ازدادت الضغوط الإعلامية على أذربيجان من وسائل الإعلام الإيرانية في الآونة الأخيرة.
من جهة أخرى، وردًا على هذه التطورات، قالت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، التي تُعتبر مقربة من الحرس الثوري الإيراني، إن مجتبى ديميرشيلو، المدير العام لأوراسيا في وزارة الخارجية الإيرانية، قد اجتمع مع علي علي زاده، سفير جمهورية أذربيجان في طهران، احتجاجًا على ما وصفه بـ”التحركات السلبية” التي تصدر عن بعض الدوائر أو الشخصيات في أذربيجان.
اتهامات متبادلة وتصعيد إعلامي
هذا التصعيد بين البلدين جاء بعد تصريحات في وسائل الإعلام الإيرانية التي تحدثت عن إجراءات فرضتها السلطات الأذربيجانية ضد الطلاب الإيرانيين، حيث اتهمت أذربيجان 16 طالبة إيرانية بالتعاون مع بعض المؤسسات الإيرانية وقررت منعهن من دخول باكو. وفي هذا السياق، وصفت وسائل الإعلام الإيرانية هذه الإجراءات بأنها “تتماشى مع السياسات الإسرائيلية”، وهو ما زاد من حدة التوترات بين البلدين.
التصريحات الأخيرة بين البلدين
وفي وقت سابق من يناير 2025، استدعت وزارة خارجية جمهورية أذربيجان القائم بالأعمال الإيراني في باكو على خلفية تصريحات وصفها الأذربيجانيون بأنها “مهينة” ضد رئيس أذربيجان إلهام علييف، صدرت من أحد الدعاة في مدينة أردبيل الإيرانية. تلك التصريحات التي أدلى بها إمام جمعة أردبيل، والتي تم بثها عبر قناة تلفزيون الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أثارت غضب السلطات في باكو، لا سيما في ظل ما وصفته بتزايد المشاعر المعادية لأذربيجان.
المخاوف من مزيد من التصعيد
تستمر التوترات بين البلدين في التأثير على العلاقات الثنائية، وسط القلق المتزايد من التصعيد الإعلامي والسياسي بين طهران وباكو. وتأتي هذه الحملة الإعلامية في وقت حساس حيث يزداد التركيز على قضايا جيوسياسية حساسة في المنطقة. ومن المتوقع أن تؤثر هذه التطورات بشكل كبير على علاقات أذربيجان مع إيران في المستقبل القريب.
التوترات بين أذربيجان وإيران تسير نحو مزيد من التصعيد، حيث يتبادل البلدان الاتهامات ويستدعي كل منهما ممثل الآخر احتجاجًا على تصريحات وإجراءات تُعتبر مهينة أو تهدد الاستقرار الإقليمي. وتبقى الأسابيع القادمة محورية لمعرفة ما إذا كانت هذه التوترات ستتحول إلى أزمة دبلوماسية أكبر أم أن الجهود الدبلوماسية ستسهم في تهدئة الأوضاع.