اتهامات متبادلة بين المغرب وجبهة البوليساريو
في تصعيد خطير للاتهامات المتبادلة بين المغرب وجبهة البوليساريو، اتهم ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة، الدكتور سيدي محمد عمار، المغرب بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية ضد الشعب الصحراوي، مؤكدا أن المملكة المغربية هي دولة راعية للإرهاب وتستخدمه كأداة لقمع الشعب الصحراوي.
اتهام المغرب بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية
أكد الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو)، أن المغرب يعد دولة “راعية ومصدرة للإرهاب”، مشيراً إلى استمرار احتلاله غير الشرعي للصحراء الغربية منذ عام 1975 وما تلاه من ممارسات إرهابية في المناطق المحتلة من الجمهورية الصحراوية.
وفي تصريح لاذع خلال مقابلة مع إذاعة الجزائر الدولية، شدد الدبلوماسي الصحراوي على أن المغرب ليس فقط “دولة مارقة”، بل إنه يواصل “ممارسة إرهاب الدولة” عبر أساليب تشمل التطهير العرقي والإبادة الجماعية ضد المدنيين الصحراويين. وأوضح أن العديد من الصحراويين قد تم دفنهم أحياء في مقابر جماعية، بينما آخرون تم رميهم من الطائرات المروحية، فضلاً عن عمليات التعذيب والترهيب اليومية التي يتعرض لها الشعب الصحراوي في المناطق التي يحتلها.
اتهامات للمغرب بتصدير الإرهاب
وأضاف عمار أن “دولة الاحتلال المغربي” تعتبر “راعية ومصدرة للإرهاب” في المنطقة، موضحاً أن المغرب كان مصدرًا لعدد من الهجمات الإرهابية في مدن أوروبية كبرى، ومنها الهجمات التي وقعت في مدريد (2004)، وباريس (2015)، وبروكسل (2016)، ولندن (2017)، وبرشلونة (2017)، بالإضافة إلى الهجوم الإرهابي في توركو بفنلندا في نفس العام. واعتبر أن هذه الهجمات تؤكد تورط المغرب في تمويل وتصدير الإرهاب.
وأشار ممثل البوليساريو إلى أن “مشاركة المواطنين المغاربة في الجماعات الإرهابية” هي حقيقة موثقة، حيث اعترف المسؤولون المغاربة بذلك، بما في ذلك تصريح رئيس المديرية العامة للدراسات والمستندات في المغرب، الذي أشار إلى وجود “1203 مقاتلين مغاربة” في سوريا في عام 2014، كما أظهرت تقارير الأمم المتحدة أن عدد المغاربة المنضمين للجماعات الإرهابية العابرة للحدود أكبر بكثير مما يتم التصريح به من قبل الحكومة المغربية.
المخدرات كمصدر لتمويل الإرهاب
وفي إطار تصريحاته، أضاف عمار أن المغرب يشكل “تربة خصبة” للجماعات الإرهابية ويعد أحد أكبر الممولين للعمليات الإرهابية العابرة للحدود، من خلال تورطها في تجارة المخدرات، وخاصة الحشيش الذي يُعد المصدر الرئيسي لتمويل العمليات الإرهابية في المنطقة. ولفت إلى أن هذه الأنشطة تساهم في تهديد الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي، معتبرًا أن المغرب لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة برمتها.
شدد ممثل جبهة البوليساريو في الأمم المتحدة على أن هذه الحقائق الموثقة تمثل دليلاً قاطعاً على تورط المغرب في دعم الجماعات الإرهابية، محذرًا من أن هذه الأنشطة تهدد الأمن الإقليمي والعالمي.