معلومات جديدة حول البرنامج النووي الإيراني
تكشفت معلومات جديدة حول البرنامج النووي الإيراني، التي أشارت إلى أن فريقاً سرياً من العلماء الإيرانيين يسعى لاستخدام طرق أسرع، ولكن أكثر بدائية، لتطوير الأسلحة النووية. ووفقًا لهذه المعلومات، إذا قررت إيران بناء قنبلة نووية، فإنها قد تتمكن من إنتاجها في وقت أقصر مما كان يعتقد في السابق.
تشير التقييمات الاستخباراتية إلى أن المهندسين الإيرانيين يسعون لتطوير “طريق مختصر” لتمكينهم من تحويل مخزونهم المتزايد من الوقود النووي إلى سلاح قابل للاستخدام في غضون أشهر، بدلاً من السنة أو أكثر التي كان من المتوقع أن يستغرقها هذا المشروع في الماضي. وقد تم جمع هذه المعلومات في الأشهر الأخيرة من إدارة بايدن، ثم تم نقلها إلى فريق الأمن القومي خلال فترة انتقال السلطة إلى إدارة ترامب.
وفي هذا السياق، أكدت الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز” أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن الجمهورية الإسلامية لم تتخذ بعد القرار النهائي لبناء قنبلة نووية، رغم أن النشاطات الإيرانية تشير إلى تقدم في مراحل مهمة من برنامجها النووي. كما ورد في تقارير سابقة، فإن إيران تكثف جهودها لتطوير بنية تحتية كاملة لإنتاج الأسلحة النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم وصناعة صمامات التفجير النووي وتطوير الصواريخ القادرة على حمل رؤوس حربية نووية.
على الرغم من أن الحكومة الإيرانية تظهر التزامها بالمسار السلمي في برنامجها النووي، مثلما تؤكد تصريحات مسؤوليها، إلا أن هناك دلائل على أن الحرس الثوري الإيراني والقوات العسكرية والاستخباراتية التي تشرف على هذا البرنامج تتخذ قرارات سرية يمكن أن تتناقض مع السياسة العلنية. تشير الأدلة إلى أن الحكومة السرية الإيرانية تواصل تطوير الأسلحة النووية في الخفاء، بينما يبدو أن الدبلوماسيين الإيرانيين في الخارج لا يعلمون بتفاصيل هذه الأنشطة.
ومن جهة أخرى، كشف المسؤولون الأميركيون أن إيران لا تزال على وشك أن تصبح دولة نووية، حيث لديها مخزون كافٍ من الوقود النووي لصنع أربع قنابل نووية أو أكثر. ومع ذلك، فإن مجرد وجود الوقود النووي ليس كافيًا، حيث يحتاج هذا الوقود إلى مزيد من التحويلات لتصبح قنبلة نووية قابلة للاستخدام.
التصريحات الأخيرة لعدد من المسؤولين الأميركيين، مثل مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، تشير إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق حيال تطور البرنامج النووي الإيراني، وأكدت على أهمية مواصلة مراقبة الأنشطة الإيرانية عن كثب، وذلك في إطار سعي الولايات المتحدة للحد من انتشار الأسلحة النووية.
سلاح بدائي ولكن سريع
وفقًا للتقييمات الاستخباراتية الأميركية، في حال قررت إيران أن تبني قنبلة نووية، فإنها قد تلجأ إلى استخدام سلاح نووي بدائي، يمكن تجميعه بشكل أسرع من التصاميم الأكثر تطورًا. هذا السلاح لا يزال يعتمد على تقنيات قديمة تم تزويد إيران بها من قبل العالم النووي الباكستاني عبد القدير خان.
ورغم أن هذا السلاح سيكون أقل فعالية من الأسلحة النووية الحديثة وأكثر صعوبة في تركيبه على صاروخ باليستي، إلا أن إيران قد تستخدمه كأداة رادعة تؤكد بها أنها أصبحت قوة نووية، ما قد يؤدي إلى تأثيرات استراتيجية في المنطقة.
كما أوضح المسؤولون الأميركيون أن إيران تسعى لتطوير هذه الأسلحة بأسرع وقت ممكن، في خطوة قد تساهم في تغيير توازن القوى في المنطقة، وتضع الدول الغربية أمام خيار اتخاذ إجراءات عسكرية أو دبلوماسية رادعة.