ليتوانيا تنفصل عن الشبكة الكهربائية الروسية في خطوة تاريخية
في خطوة تاريخية مهمة، أعلنت شركة الكهرباء الحكومية في ليتوانيا عن انفصالها الرسمي عن الشبكة الكهربائية الروسية صباح يوم السبت 8 فبراير 2025. وتخطط إستونيا ولاتفيا للانفصال عن الشبكة الروسية في الساعة القادمة، لتكمل بذلك الدول الثلاث الواقعة في منطقة البلطيق خطواتها في الانضمام إلى شبكة الكهرباء الأوروبية.
الخطوة الهامة نحو الاستقلالية
لطالما كانت ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا تسعى للانفصال عن الشبكة الكهربائية التي تسيطر عليها روسيا منذ سنوات، لكن القضايا التقنية والمالية كانت تشكل عائقا أمام هذه الخطوة. ومع غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، أصبحت هذه الخطوة أكثر إلحاحا بالنسبة للدول الثلاث التي كانت في السابق جزءا من الاتحاد السوفيتي قبل أن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي في عام 2004.
القرار الاستراتيجي للدول الثلاث
القرار الذي اتخذته هذه الدول يتضمن فصل شبكات الكهرباء في ليتوانيا، إستونيا ولاتفيا عن الشبكة الروسية، في خطوة تكتسب أهمية استراتيجية لأسباب سياسية وأمنية. فالهدف الرئيس هو منع روسيا من استغلال شبكة الكهرباء كأداة للضغط أو لتفعيل “الصمت” في حال حدوث توترات مع هذه الدول.
المرحلة التجريبية والانضمام إلى الشبكة الأوروبية
وفقا للسلطات المعنية، ستعمل الشبكات في الدول الثلاث في “وضع معزول” لمدة تصل إلى 24 ساعة، حيث سيتم إجراء تجارب واختبارات لتوازن الترددات الكهربائية قبل أن تصبح هذه الشبكات جزءا من الشبكة الأوروبية بشكل رسمي يوم الأحد 9 فبراير 2025.
تحول استراتيجي في العلاقات الأوروبية-الروسية
وتعكس هذه الخطوة تحولا استراتيجيا في العلاقات الأوروبية-الروسية، حيث تسعى دول البلطيق إلى تقليل اعتمادها على روسيا في مجالات حيوية مثل الطاقة. ويأتي انفصال هذه الدول عن الشبكة الروسية بعد إعلان آخر في 2024 بخصوص إنهاء تدفق الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط الأنابيب الذي يمر عبر أوكرانيا، وهو ما يعزز الجهود الأوروبية للبحث عن مصادر بديلة للطاقة.
عزل منطقة كالينينغراد الروسية
من ناحية أخرى، فإن هذا الانفصال يعني أن منطقة كالينينغراد الروسية، التي تقع بين ليتوانيا وبولندا على بحر البلطيق، ستصبح معزولة عن الشبكة الكهربائية الروسية الرئيسية. وهذا سيتطلب من روسيا إدارة النظام الكهربائي لهذه المنطقة بشكل مستقل، مما قد يشكل تحديات جديدة لها.
الاستثمار في تحديث الشبكات
وقد استثمرت دول البلطيق ما يقرب من 1.6 مليار يورو منذ عام 2018 في تحديث شبكات الكهرباء لديها استعدادا لهذه اللحظة، في حين أن روسيا استثمرت حوالي 100 مليار روبل (1 مليار دولار) لبناء محطات طاقة جديدة في منطقة كالينينغراد لضمان استمرارية شبكة الكهرباء في المنطقة.
أهمية الخطوة للدول الثلاث
إن هذه الخطوة تمثل نجاحا للدول الثلاث في إتمام أحد أهدافها الاستراتيجية في الابتعاد عن شبكة الكهرباء الروسية وتعزيز ارتباطها بنظام الكهرباء الأوروبي، مما يفتح أبوابا جديدة لتعزيز الأمن الطاقة والسياسي في المنطقة.