تعيش القارة الأوروبية حالة من القلق والخشية بعد وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى رئاسة الولايات المتحدة، لأن سياساته لا تتناسق مع السياسات الأوروبية، خصوصاً في ما يتعلّق بروسيا وشرق أوروبا، وبالسياسات الأمنية والمالية الضريبية.
انطلاقاً من هذا القلق، تحاول أوروبا “كسب رضى” ترامب حتى لا يفرض عليها ضرائب قاسية، ولهذا السبب، توجّه مفوّض الاتحاد الأوروبي للتجارة والأمن الاقتصادي ماروش شيفتشوفيتش إلى واشنطن بحقيبة “مليئة بالهدايا” يأمل أن تتمكن من شراء السلام مع الرئيس الأميركي وتجنب حرب تجارية متصاعدة، وفق ما نقلت صحيفة “بوليتيكو”.
ووعد شيفتشوفيتش بتقديم “حزمة من التعاون” للإدارة الجديدة في محاولة لتجنب تعريفات ترامب، وتوضح “بوليتيكو” بالتفصيل “الجزر” التي يمكن أن تقدّمها أوروبا خلال البحث عن اتفاق سلام:
تأمل الدول الأوروبية أن تتمكّن من تجنّب احتمال نشوب حرب تجارية من خلال شراء المزيد من الوقود والغاز الأميركي، وهو ما قد يساعد الكتلة أيضاً في تقليل وارداتها من الغاز الطبيعي المسال الروسي.
“لماذا لا نستبدله بالغاز الطبيعي المسال الأميركي، وهو أرخص لنا ويخفض أسعار الطاقة لدينا؟”، سألت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في نوفمبر/تشرين الثاني.
ولكن في الممارسة العملية، ثمّة تساؤلات حول مدى قدرة استيراد المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأميركي إضافة إلى الكميات الحالية.
إن شكاوى ترامب ضد الاتحاد الأوروبي تتركز على السيارات وضريبة الاستيراد التي يفرضها الاتحاد بنسبة 10 في المئة على المركبات.
وتفرض الولايات المتحدة تعريفة بنسبة 2.5%، وإن كانت هذه التعرفة ترتفع ارتفاعاً حاداً إلى 25% على الشاحنات الخفيفة.
ووعد ترامب بفرض تعريفات متبادلة لتتناسب مع التعريفات الجمركية التي تفرضها الدول الأخرى، وفرض تعريفات جمركية على السيارات.
في هذا السياق، تقول “بوليتيكو” إن الإجابة الأكثر وضوحاً هي خفض تعريفات الاتحاد الأوروبي لتتناسب مع التعريفات الجمركية التي تفرضها الولايات المتحدة، وهو النهج الذي دافعت عنه شركة صناعة السيارات “بي إم دبليو” وبيرند لانغ، رئيس لجنة التجارة الدولية في البرلمان الأوروبي.
ولكن بموجب قواعد التجارة العالمية، فإن أي خفض في تعريفات الاتحاد الأوروبي يجب أن ينطبق على جميع شركائه التجاريين.
إن إقناع الدول الأوروبية بشراء المزيد من الأسلحة الأميركية قد يكون عاملاً مساعداً في هذا السياق، وله أهداف جانبية إيجابية أخرى تتمثّل بإرسال رسالة لترامب مفادها أن أوروبا جادّة في ما يتعلّق بأمنها. وقد اكتسب هذا النهج زخماً في ألمانيا وإيطاليا.