مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024
شهد مؤشر الإرهاب العالمي لعام 2024 تغيرًا كبيرًا في مشهد الإرهاب الدولي، حيث أظهرت البيانات أن عدد الدول التي سجلت هجومًا إرهابيًا ارتفع من 58 إلى 66 دولة. هذا الارتفاع يعكس زيادة ملحوظة في نشاط الإرهاب في بعض المناطق، على الرغم من تحسن الوضع الأمني في دول أخرى.
تدهور في 45 دولة وتحسن في 34 دولة
وفقًا للتقرير الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، عانت 45 دولة من تدهور في وضعها الأمني فيما تحسنت 34 دولة. على الرغم من التحسن في بعض الأماكن، إلا أن الإرهاب لا يزال يشكل تهديدًا كبيرًا في العديد من الدول، مما يشير إلى أن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب تواجه تحديات مستمرة.
منطقة الساحل مركز للإرهاب
تستمر منطقة الساحل في أفريقيا في كونها مركزًا رئيسيًا للإرهاب، حيث تمثل أكثر من نصف جميع وفيات الإرهاب على مستوى العالم. هذا يسلط الضوء على أهمية تعزيز التعاون الأمني والإقليمي لمواجهة الجماعات الإرهابية في هذه المنطقة.
الزيادة في الكراهية والعنف في الغرب
شهدت العديد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، زيادة ملحوظة في الحوادث المعادية للسامية وكراهية الإسلام. حيث ارتفعت الحوادث المعادية للسامية بنسبة 200% في عام 2024، بينما شهدت الهجمات الإرهابية في الغرب زيادة بنسبة 63%، مع تضاعف الهجمات في أوروبا إلى 67 هجومًا.
تأثير الصراع في غزة على الأمن الإقليمي والعالمي
ساهم الصراع المستمر في غزة في تفاقم حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط، وتأجيج جرائم الكراهية في الغرب. كما ارتفعت أعداد القتلى نتيجة الهجمات الإرهابية في إيران، وهو ما يعكس تأثرها المستمر بالأوضاع الإقليمية.
تنظيم داعش وتوسيع نطاق عملياته
يستمر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في توسيع نطاق عملياته في 22 دولة حول العالم، ويظل التنظيم الأكثر فتكًا، حيث تسببت هجماته في مقتل 1805 أشخاص. تعد سوريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من أبرز الدول التي شهدت نشاطًا مكثفًا للتنظيم.
حركة طالبان وزيادة وتيرة العنف
ظهرت حركة طالبان كأسرع جماعة إرهابية نموًا، حيث شهدت زيادة بنسبة 90% في الوفيات المنسوبة إليها. هذا التصاعد يعكس التحديات الأمنية المتزايدة في أفغانستان، والتي كانت أحد أبرز النقاط الساخنة في صراع الإرهاب في السنوات الأخيرة.
تأثير الإرهاب في الشرق الأوسط
رغم الانخفاض في الهجمات الإرهابية في الشرق الأوسط بنسبة 7% إلى 618 هجومًا في عام 2024، إلا أن تجدد العنف بين إسرائيل والفلسطينيين لا يزال يزعزع استقرار المنطقة. احتلت كل من إسرائيل وسوريا المرتبة العاشرة عالميًا من حيث تأثرهما بالإرهاب.
تحديات في سوريا والشرق الأوسط
منذ عام 2020، تضاءل النفوذ الأجنبي التقليدي في سوريا حيث قلصت روسيا والصين وإيران أدوارها بينما ظهرت تركيا كقوة إقليمية مهيمنة. يواجه “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية) تحديات متزايدة، مع معارضة تركيا وتصاعد التوترات مع الدعم الأمريكي، ما يخلق فراغًا يمكن أن يستغله تنظيم داعش.
ترتيب الدول العربية في مؤشر الإرهاب
سجلت الدول العربية تفاوتًا في ترتيبها من حيث تأثرها بالأنشطة الإرهابية، حيث جاءت سوريا في المرتبة 3 عالميًا، تلتها الصومال في المرتبة 7، ثم العراق في المرتبة 13، واليمن في المرتبة 22. كما احتلت الأراضي الفلسطينية المرتبة 25، في حين جاءت مصر في المرتبة 29.
الدول الأقل تأثرًا بالإرهاب
على الجانب الآخر، تبرز بعض الدول العربية كأقل تأثرًا بالإرهاب، حيث سجلت جيبوتي في المرتبة 57، ولبنان في المرتبة 64. في حين سجلت الإمارات والسعودية البحرين والعديد من الدول الخليجية مراتب منخفضة نسبيًا في مؤشر الإرهاب، مما يشير إلى جهود أمنية فعالة في تلك الدول.