تصدع التيار المدخلي في الجزائر
الخلاف بين أبرز رموز التيار
شهد التيار المدخلي في الجزائر تصدعًا جديدًا، حيث خرج الخلاف بين أبرز رموز التيار إلى العلن، وهو الخلاف الذي يعكس عمق الانقسامات داخل هذا التيار السلفي. جاء هذا التصدع بعد الحملة المضادة التي شنها أنصار عبد المجيد جمعة ضد لزهر سنيقرة، الذي كان في وقت ما أحد أقرب المقربين لجُمعة، وخاصة في الخلاف الشهير مع الشيخ محمد علي فركوس في السنوات الأخيرة.
الردود القوية والمتبادلة
في خطوة متوقعة، أصدر عبد المجيد جمعة ردًا طويلًا على سنيقرة، مليئًا بالعبارات النابية التي تقدح في خصمه، حيث وصف سنيقرة بالجاهل الذي يسعى إلى نشر الأكاذيب والبهتان. في بيانه، الذي صدر بتاريخ 9 مارس 2025، اعتبر جمعة أن سنيقرة قد خلت تصريحاته من العلم والحجج، وأثنى على نفسه قائلاً إن الصوتيات التي أطلقها سنيقرة مليئة بالسباب والطعن في شرفه. وأضاف جمعة أن سنيقرة كان يسعى لاستمرار الفتنة بين الأوساط المدخلية ويصر على أن يكون سببًا في تأجيجها بدلاً من تهدئتها.
وتابع جمعة بأنه بذل جهودًا كبيرة لرص الصفوف وتقريب وجهات النظر بين المختلفين داخل التيار المدخلي، لكنه واجه مقاومة من سنيقرة الذي كان يتهرب دائمًا من الاجتماعات التي كان يخطط لها. كما استنكر جمعة تصرفات سنيقرة في شهر رمضان، معتبرًا أنه بدلًا من أن يتوب ويصلح الأمور، إلا أنه ظل يثير الفتن ويديم الخصومات.
اتهامات سنيقرة لعبد المجيد جمعة
من جانبه، رد لزهر سنيقرة في صوتية له على الاتهامات الموجهة إليه من جمعة، حيث انتقد طلبات الأخير الدائمة للاجتماع وإصلاح الخلافات، موجهًا له اتهامات بالانتماء إلى جماعة “الإخوان المسلمين”. وقال سنيقرة في تسجيله إن فكرة الاجتماع التي يروج لها جمعة تذكره بممارسات جماعة الإخوان الذين يُعرفون بتكرار الدعوات للاجتماعات بغرض التكتل والتحزب. وأكد سنيقرة أن دعوات جمعة ليست من أجل إصلاح الأمور، بل تهدف إلى تعزيز مكانته الشخصية داخل التيار.
التداعيات على التيار المدخلي
يأتي هذا التصعيد في الوقت الذي كان يشهد فيه التيار المدخلي حالة من الهدوء النسبي بعد الخلافات السابقة مع الشيخ فركوس، التي كانت تركز على الطعن في ولاة الأمور ورفض فتاوى معينة. ومع دخول لزهر سنيقرة في دائرة الصراع مع عبد المجيد جمعة، يبدو أن هذا الخلاف سيزيد من تعميق الانقسامات داخل التيار المدخلي في الجزائر.
البعض يرى أن هذا الصراع يخدم مصلحة الشيخ محمد علي فركوس، حيث ينظر مؤيدوه إلى الصراع الحالي بين جمعة وسنيقرة باعتباره تشتتًا للمواقف المدخلية، مما يريح خصومهم في التيار. في الوقت نفسه، دعا بعض مناصري الطرفين إلى وحدة الصف وعدم التفريط في التوجيهات السلفية للشيخ فركوس، مؤكدين أن التصرفات الفردية تؤدي إلى تدمير الدعوة السلفية في الجزائر.