اغتيال القيادي البارز في حماس حسن فرحات وأبنائه بغارة إسرائيلية على صيدا
استهدفت غارة إسرائيلية فجر يوم الجمعة 4 أبريل 2025 شقة سكنية في حي الزهور بمدينة صيدا جنوب لبنان، أسفرت عن استشهاد القيادي البارز في حركة حماس حسن فرحات (أبو ياسر) مع ابنه حمزة وابنته جنان. نفذت العملية طائرة مسيرة إسرائيلية أطلقت صاروخين على الشقة التي كان يقطنها فرحات مع عائلته، في خرق واضح لاتفاق وقف إطلاق النار المعلن بين إسرائيل وحزب الله. أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته عن العملية، مدعياً أن فرحات كان مسؤولاً عن هجمات ضد أهداف إسرائيلية، فيما نعت حركة حماس وكتائب القسام القيادي البارز وأبناءه، مؤكدة أن سياسة الاغتيالات لن تثنيها عن مواصلة طريق المقاومة.
من هو حسن فرحات (أبو ياسر)؟
يعد حسن فرحات (أبو ياسر) من أبرز قيادات حركة حماس، حيث شغل منصب قائد القطاع الغربي التابع للحركة في لبنان. ينحدر فرحات من بلدة “البصة” الفلسطينية المحتلة في قضاء عكا، وأمضى سنوات طويلة من حياته في العمل المقاوم داخل فلسطين وخارجها.
كان لأبو ياسر دور محوري في معركة “طوفان الأقصى” التي اندلعت في أكتوبر 2023. وخلال مسيرته النضالية، تولى عدة مواقع قيادية متقدمة في حركة حماس. وصفت كتائب القسام في بيان نعيه دوره بـ”الرائد” وأشادت بـ”إسهاماته المباركة في مسيرة الجهاد والمقاومة ومقارعة العدو الصهيوني على مدار سنوات طويلة”.
وفقاً للمعلومات المتاحة، فإن أبو ياسر فرحات هو شقيق الشهيدة هيام الزين وابنها الشهيد في الوردانية، كما أنه صهر الشهيد محمد بشاشة الذي اغتيل في غارة إسرائيلية استهدفت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت في يناير 2024.
عائلة الشهداء
استشهد مع حسن فرحات ابنه حمزة وابنته جنان في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت شقتهم. وكان نجله حمزة فرحات من عناصر كتائب القسام، حيث نعته الكتائب بوصفه “الشهيد القسامي المجاهد”.
انتشرت صورة لحمزة فرحات مع صهره محمد بشاشة الذي اغتيل سابقاً في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت صالح العاروري في يناير 2024، ما يشير إلى حجم الخسائر التي تعرضت لها هذه العائلة الفلسطينية المناضلة.
تفاصيل عملية الاغتيال
وقعت عملية الاغتيال في ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة 4 أبريل 2025، حيث استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية شقة سكنية في حي الزهور خلف موقف مستشفى دلاعة في مدينة صيدا جنوبي لبنان.
أطلقت الطائرة المسيرة صاروخين على الشقة، محدثة انفجارين متتاليين ما أدى إلى اندلاع النيران فيها وأسفر عن أضرار جسيمة. وفور وقوع الاستهداف، هرعت سيارات الإطفاء والإسعاف وعملت مع عدد من المواطنين على انتشال جثث الضحايا الثلاثة.
أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مسؤوليته عن الغارة، وقال في بيان إنه “هاجم خلال الليلة الماضية بتوجيه من القيادة الشمالية وهيئة الاستخبارات، منطقة صيدا في جنوب لبنان، وقضى على حسن فرحات قائد القطاع الغربي التابع لحماس في لبنان”.
مزاعم الاحتلال حول أسباب الاستهداف
ادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن حسن فرحات “كان مسؤولاً عن إطلاق القذائف الصاروخية نحو منطقة تسفات (صفد) والتي أسفرت عن مقتل مجندة في الجيش الإسرائيلي وإصابة عدد آخر من الجنود في 14 فبراير 2024”.
وأضاف البيان الإسرائيلي أنه “خلال الحرب روج فرحات لمخططات عدة ضد القوات الإسرائيلية ومواطني إسرائيل”، مؤكداً أنه “سيواصل العمل ضد حماس في كل مكان يعملون فيه”.
ردود الفعل على عملية الاغتيال
موقف حركة حماس وكتائب القسام
نعت حركة حماس وجناحها العسكري كتائب القسام الشهيد حسن فرحات وأبناءه، وأكدت الحركة في بيانها أن “سياسة الاغتيالات الجبانة على أرض فلسطين وفي خارجها، لن يثنيها عن مواصلة طريق الجهاد والعطاء والإعداد في أطهر درب خطه المجاهدون بدمائهم الطاهرة، وعلى صون عهد الشهداء والأسرى حتى العودة والتحرير بإذن الله تعالى”.
كما قالت كتائب القسام في بيان النعي إنها “وهي تزفُ شهيدها البطل أبو ياسر لتستذكر دوره الرائد وإسهاماته المباركة في مسيرة الجهاد والمقاومة ومقارعة العدو الصهيوني على مدار سنوات طويلة وصولاً إلى معركة طوفان الأقصى، حيث شغل خلالها عدة مواقع جهادية متقدمة، ليختم جهاده ملتحقًا بمن سبقه من إخوانه الشهداء الأطهار”.
الموقف اللبناني الرسمي
أكد رئيس الوزراء اللبناني، نواف سلام، أن استهداف إسرائيل لمدينة صيدا أو أي منطقة أخرى في بلاده يعد اعتداء صارخاً على السيادة اللبنانية، وطالب بوقف العمليات العسكرية.
وجاء في بيان لرئاسة الوزراء اللبنانية أن سلام طالب بممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لإلزامها بوقف الاعتداءات المستمرة على لبنان. وشدد البيان على أن الاستهدافات الإسرائيلية تعتبر خروقات واضحة لقرار مجلس الأمن “1701” واتفاق الترتيبات الأمنية لوقف القتال في الجنوب اللبناني.
انتهاك وقف إطلاق النار والأوضاع في جنوب لبنان
أثارت الغارة الإسرائيلية حالة ذعر في مدينة صيدا، كبرى مدن جنوب لبنان البعيدة نسبياً عن الحدود مع إسرائيل. وتعد هذه الغارة خرقاً واضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحزب الله في نوفمبر 2024، حيث استمرت إسرائيل في تنفيذ عمليات عسكرية محدودة في لبنان رغم سريان الاتفاق.
تعرضت مدينة صيدا لضربات محدودة خلال المواجهة التي استمرت نحو عام بين إسرائيل و”حزب الله”، وتأتي هذه الغارة لتؤكد استمرار سياسة الاغتيالات الإسرائيلية ضد قيادات فلسطينية خارج فلسطين. وفي 17 فبراير الماضي، قُتل مسؤول وحدة عسكرية في حركة “حماس” بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في صيدا حيث يقع مخيم عين الحلوة، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان.










