خلص تقرير جديد صادر عن معهد هنري جاكسون، وهو مركز أبحاث بريطاني بارز، إلى أن الحرس الثوري الإسلامي الإيراني يمثل تهديدا “خطيرا” و”وجوديا” للأمن القومي في المملكة المتحدة، ودعا الحكومة البريطانية إلى تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية على الفور.
اتهم التقرير، الذي نشر اليوم، الذراع العسكري القوي للنظام الإيراني بأنه لا يكتفي بتعزيز التطرف داخل إيران، بل يتعدى ذلك إلى “التجسس وترهيب معارضي النظام الإيراني على الأراضي البريطانية” من خلال “التعاون مع العصابات الإجرامية”.
وأكد باراك سينر، مؤلف التقرير، أن السماح بإقامة فعاليات ومناسبات مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني في بريطانيا يوفر “مساحة لترويج العنف والإشادة بالأعمال العنيفة ضد الأقليات وترويج التطرف”.
وأشار إلى أن “التعارضات التي تنشأ أحيانا بين قوانين العقوبات وقوانين مكافحة الإرهاب البريطانية” تساهم في هذا الوضع.
ويستعرض التقرير بالتفصيل كيف “لا يروج عملاء الحرس الثوري الإيراني للتطرف داخل المملكة المتحدة فحسب، بل يشاركون أيضا، من خلال التعاون مع العصابات الإجرامية، في التجسس وترهيب معارضي النظام الإيراني على الأراضي البريطانية”.
ويضيف التقرير بحدة أن الحرس الثوري الإيراني “بدأ بالتخطيط لعمليات اغتيال على الأراضي البريطانية”، مستشهدا بمحاولة اغتيال صحفيين إيرانيين بريطانيين يعملان في شبكة إيران الدولية في يناير 2024.
وخلص التقرير إلى أنه “لهذا السبب، يعتبر الحرس الثوري الإيراني تهديدا خطيرا للأمن القومي البريطاني”.
بالإشارة إلى تقرير سابق صادر عن المعهد في عام 2025، ينتقد التقرير الحالي عدم التطبيق الكامل والفعال للعقوبات المفروضة على الحرس الثوري الإيراني.
ويدعو إلى “تفسير قانون مكافحة الإرهاب البريطاني لعام 2000 بحيث لا يشمل الإرهاب المحلي فحسب، بل يشمل الإرهاب الدولي أيضا”، معتبرا أن هذا التفسير سيعزز قوانين العقوبات ومكافحة غسل الأموال والأمن الوطني.
ويشدد التقرير على أن “الجناح العسكري للنظام الإيراني، في إطار سعيه لتصدير الثورة الإسلامية إلى العالم، يدعم الإرهاب بشكل مباشر من خلال جماعات بالوكالة مثل حماس وحزب الله”.
وبينما يقر التقرير بفرض الحكومة البريطانية عقوبات على الحرس الثوري، ينتقد “تماطل” حزب العمال الحاكم حاليا في إعلان الحرس الثوري رسميا منظمة إرهابية، على الرغم من مطالبة الحزب بذلك بشدة عندما كان في المعارضة.
وينتقد معهد هنري جاكسون رفض بريطانيا اتخاذ إجراء مماثل لتصنيف الولايات المتحدة وكندا والسويد للحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية.
ويؤكد التقرير على أن “الحكومة البريطانية يجب أن تنسق سياستها الخارجية مع مصالحها الأمنية الداخلية وتصنف الحرس الثوري الإيراني رسميا كمنظمة إرهابية”، معتبرا أن “هذا الإجراء لن يعزز الأمن القومي البريطاني فحسب، بل سيعزز أيضا مكانة البلاد كحليف موثوق به للولايات المتحدة”.
دعوات لتفكيك شبكة نفوذ خامنئي في بريطانيا
تزامن نشر التقرير مع نشر روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل البريطانية، مقطع فيديو دعا فيه إلى اتخاذ “إجراءات بريطانية حاسمة لتفكيك الشبكة التابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي، وإنهاء التطرف الإسلامي ومعاداة السامية التي تدعمها إيران في بريطانيا”.
وأكد جينريك على أن “بريطانيا مجهزة بالإطار القانوني اللازم لتفكيك الشبكة”، ودعا الحكومة إلى “إغلاق هذه الشبكة وطرد ممثليها المتورطين في هذا النشاط المدمر، لضمان عدم تحول بريطانيا إلى مركز للتطرف الإسلامي ومعاداة السامية وأن تكون منطقة خالية من نفوذ خامنئي”.
يعد هذا التقرير الصادر عن معهد هنري جاكسون تصعيدا للضغوط على الحكومة البريطانية لتصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، ويأتي في سياق تزايد المخاوف بشأن أنشطة النظام الإيراني في الخارج وتأثيرها على الأمن القومي البريطاني.