شهدت قرية الثعلة في ريف السويداء جنوب سوريا ليلة عصيبة، حيث تعرضت لقصف بقذائف الهاون ورشقات من الرشاشات الثقيلة مصدرها الجهة الغربية للبلدة.
وقد أدى ذلك إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية المرابطة على أطراف الثعلة والمجموعة المسلحة التي شنت الهجوم على المناطق السكنية.
وقد بثّت المجموعات المسلحة المهاجمة مقاطع فيديو للحظات إطلاق النيران على الثعلة، بالإضافة إلى قصف بصاروخ مضاد للدروع. وردت الفصائل المسلحة في السويداء بإطلاق الرشاشات الثقيلة، مؤكدة استهدافها لمصادر النيران.
وامتدت تداعيات الاشتباكات لتتسبب في نزوح جزئي لسكان قرية الدارة المجاورة للثعلة من جهة الغرب، وذلك نتيجة سقوط مقذوفات الرشاشات الثقيلة على القرية. وانتشرت مقاطع فيديو تُظهر لجوء السكان إلى قرية المليحة في ريف درعا خوفاً من تجدد الاشتباكات.
وكشفت مصادر ام مجموعات مسلحة ليست من سكان ريف درعا الشرقي، بل تأتي من مناطق “معروفة”، وتحاول منذ عدة أيام افتعال توترات في المنطقة. وتصل هذه المجموعات على متن دراجات نارية وسيارات، وهي مجهزة بمدافع الهاون والرشاشات الثقيلة، وتتخذ من بعض التلال الحاكمة منطلقاً لشن هجماتها باتجاه السويداء مستغلة ستار الليل.
المجلس العسكري في السويداء يعلن دعمه المطلق لموقف الشيخ حكمت ضد الشرع
دروز سوريا في عين العاصفة: بني معروف بين تركيا وإسرائيل وغياب عربي
وأشار المصدر إلى أن هذه المجموعات تنشر تسجيلات مكثفة عبر تطبيق “واتساب” في محاولة لتحريض وتجييش المجتمع المحلي في ريف درعا لتأجيج الأوضاع الأمنية، خاصة بعد الاتفاق الأخير بين الحكومة السورية ومشايخ السويداء.
وأكد المصدر أن أهالي ريف درعا تصدوا لإحدى هذه المجموعات قبل يومين بعد محاولتهم التجمع في منطقة قريبة من السويداء بهدف الهجوم على إحدى القرى الغربية في ريف السويداء، حيث رفض السكان المحليون في درعا السماح لهم بافتعال الفتن من مناطقهم.
دروز سوريا يهددون الشرع: حماية دولية أو مواجهة مفتوحة “فيديو”
ماذا جرى في “قصر الشعب”؟ توتر حاد بين الشرع وجنبلاط بشأن السويداء.. ورد فعل غاضب من الدروز
وتشهد القرى الغربية في محافظة السويداء، الممتدة من حران إلى لبين والثعلة ورساس وعرى، منذ خمسة أيام قصفاً متكرراً بقذائف الهاون، ما أسفر عن استشهاد مدني وإصابة ثمانية آخرين بجروح وفقاً لمصادر طبية. كما تسبب القصف في نزوح كبير للنساء والأطفال من هذه المناطق المستهدفة نحو مناطق أكثر أمناً داخل السويداء وألحق أضراراً مادية فادحة.
ووصف وجهاء السويداء هذه الاعتداءات المتكررة على المدنيين الآمنين بـ”محاولة لإثارة الفتن والتوترات المجتمعية”، مطالبين الجهات الحكومية المسؤولة بوضع حدٍ فوري لهذه “الجماعات المنفلتة” لمنع انزلاق المنطقة إلى دوامة عنف جديدة، ومؤكدين على ضرورة وعي المجتمع المحلي في ريفي درعا والسويداء لهذه “المساعي الخطيرة”.