ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن ستيف ويتكوف، الممثل الخاص للرئيس الأمريكي للشرق الأوسط، اقترح خلال المحادثات غير المباشرة مع إيران عرضًا يتضمن رفع العقوبات الأمريكية والتخلي عن الخيار العسكري مقابل تفكيك إيران برنامجها النووي وشراء اليورانيوم المخصب من الولايات المتحدة.
وجاء هذا الاقتراح في سياق مفاوضات معقدة تجري بين واشنطن وطهران، حيث أفادت الصحيفة بأن ويتاكوف أجرى حتى الآن ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة، ويُتوقع عقد جولة رابعة في سلطنة عُمان خلال هذا الأسبوع.
الموقف الإيراني: لا تنازلات حتى الآن
ورغم الجهود الأمريكية، أوضحت الصحيفة أن إيران لا تزال تصر على الاحتفاظ بأجهزة الطرد المركزي ولم تُظهر أي استعداد لتفكيك منشآتها النووية. كما أن الولايات المتحدة لم تصدر بعد موقفًا واضحًا بشأن ما تعنيه بـ”التفكيك الكامل”، ما يعكس وجود غموض في بعض تفاصيل المقترحات الأمريكية.
خلافات داخلية وضغوط الجمهوريين
تواجه إدارة ترامب الحالية انتقادات من داخل الحزب الجمهوري بسبب ما يراه البعض تنازلات كبيرة لإيران، وهو ما أقر به مسؤولون في البيت الأبيض. فبينما صرّحالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشبكة “NBC” بأنه لن يقبل إلا بتفكيك كامل، قال للصحافيين لاحقًا: “لم نقرر بعد”، ما زاد من غموض الموقف الرسمي.
السياسة الخارجية تعقّد ولاية ترامب
تقرير وول ستريت جورنال لم يقتصر على الملف الإيراني، بل سلط الضوء على الضغوط المتزايدة على إدارة ترامب في ملفات عدة، منها الحرب الروسية في أوكرانيا، وصراع غزة، والتوترات المتزايدة مع الحلفاء الأوروبيين.
ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة أن ترامب أعرب عن قلقه من تعقيدات الملف الأوكراني، مشيرًا إلى أن مفاوضات السلام التي وعد بها خلال حملته الانتخابية “أصعب مما كان يتخيل”. وأكد خلال لقاء مع داعمين ماليين أنه لم يعد واثقًا من قدرته على إنهاء الحرب بسرعة كما وعد.
الخلاف مع بوتين وأوكرانيا يعرقل التسوية
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب فوجئ بموقف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي وصفه بـ”المفاوض الصعب”، وأعرب عن دهشته من استمرار القصف الروسي للمناطق المدنية. وفي المقابل، رفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي شروط التنازل التي طرحتها واشنطن، ما أدى إلى خلاف علني تم بثه على الهواء مباشرة.
الملف الفلسطيني – الإسرائيلي: ضوء أخضر لإسرائيل
في غزة، كشفت الصحيفة أن إدارة ترامب، رغم محاولة دعم وقف إطلاق النار في يناير، منحت إسرائيل فعليًا الضوء الأخضر لاستمرار عملياتها العسكرية ضد حماس بعد انهيار الهدنة في مارس. وأكدت أن الحكومة الإسرائيلية تستعد للسيطرة الكاملة على القطاع ما لم تطلق حماس سراح الرهائن.
التحضير لمرحلة ما بعد الحرب
وفي ظل هذه التطورات، بدأ ويتاكوف توسيع فريقه الاستشاري استعدادًا لمرحلة ما بعد الحرب، حيث التقى شخصيات دولية بارزة مثل رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، والمحامي الأمريكي آلان ديرشويتز، الذي صرح للصحيفة: “ما زال من غير الواضح ما إذا كانوا سينجحون، ولكنهم يبذلون قصارى جهدهم”.
ينتهي تقرير الصحيفة إلى القول إن إدارة ترامب تواجه تحديات معقدة تفوق توقعاتها، حيث تصطدم وعود الحملة الانتخابية بواقع دبلوماسي متشعب، يشمل تعقيدات الحرب في أوكرانيا، استعصاء الملف النووي الإيراني، والأزمة المتفاقمة في غزة.