ذكرت مصادر مطلعة لصحيفة “هآرتس” العبرية أن المحادثات غير المباشرة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطرية ومصرية، لم تُحرز أي تقدم ملموس حتى الآن، مما يدفع الجانب الإسرائيلي إلى التفكير جدياً في إعادة الوفد إلى تل أبيب خلال الساعات المقبلة.
ورغم الجمود الظاهر، أشار مصدر آخر مطلع على سير المفاوضات إلى أن جهودًا كبيرة تُبذل خلف الكواليس لممارسة ضغوط على قيادة حركة حماس بهدف دفعها نحو إبداء مرونة والموافقة على مقترحات تحريك المفاوضات، بما في ذلك مقترح “ويتكوف”، الذي تعتبره إسرائيل الصيغة الوحيدة القابلة للتنفيذ في هذه المرحلة.
الغارات لم تُحدث التغيير المطلوب
وبحسب مسؤولين إسرائيليين تحدثوا لـ”هآرتس”، فإن التقديرات السابقة في المؤسسة الأمنية كانت تُعوّل على أن موجة الغارات الجوية المكثفة، التي شملت محاولة لاستهداف محمد السنوار، قائد حماس في غزة، ستدفع الحركة نحو تغيير موقفها، إلا أن ذلك لم يحدث حتى الآن.
المصادر أشارت إلى أن “حماس لم تُبد أي مؤشرات على التحول في موقفها”، في حين تواصل إسرائيل اعتبار مقترح “ويتكوف” الإطار الوحيد الممكن للتوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، وهو ما ترفضه الحركة حتى اللحظة.
توسع العمليات العسكرية في غزة
وفي سياق ميداني متصل، نقلت “هآرتس” عن مصدر أمني إسرائيلي أن العمليات العسكرية في قطاع غزة تشهد تصعيدًا واضحًا، إذ بدأت قوات الجيش بتوسيع نطاق الغارات التمهيدية، في إشارة إلى احتمال اقتراب مرحلة جديدة من العمليات البرية أو الجوية الواسعة.
وقال المصدر: “القتال في غزة يتوسع بالفعل، وهناك عمليات تمهيدية جارية على الأرض”، مشيرًا إلى أن هذا التصعيد يأتي في ظل الجمود السياسي وغياب مؤشرات لاختراق تفاوضي.
ضغوط دولية وقلق إقليمي
ورغم عدم تحقيق تقدم، تواصل الأطراف الوسيطة، لا سيما قطر ومصر، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، الضغط على حماس لدفعها نحو القبول بمرحلة تفاوضية جديدة قد تفضي إلى اتفاق جزئي أو تهدئة مؤقتة. ومع ذلك، يبقى الغموض سيد الموقف، خصوصًا مع تصاعد العمليات الميدانية وغياب إشارات إلى تراجع في موقف حماس أو تعديل في شروطها.










