قال رئيس وزراء العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو إن مقتل خمسة من جنود قوات النخبة في خانيونس جنوبي قطاع غزة يمثّل “يومًا صعبًا جدًا علينا”، معربًا عن حزنه وتعازيه لعائلات الجنود الذين سقطوا خلال كمين نفّذته المقاومة الفلسطينية ضد قوة مشاة تابعة للاحتلال في محيط الشابورة وحي النجيلي جنوب القطاع.
وأوضح نتنياهو أن الجنود القتلى، من بينهم عناصر في وحدة الكوماندوز ووحدة يهلوم الهندسية المتخصصة، “ضحّوا بأرواحهم من أجل أمن الدولة”، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي “يحتضن عائلاتهم في هذا المصاب”.
وجاءت هذه التصريحات عقب إعلان رسمي من جيش الاحتلال عن مقتل ضابط وأربعة جنود، بالإضافة إلى إصابة ثمانية آخرين، خلال عملية ميدانية تعرضت لكمين مركّب نفذته كتائب القسام وفصائل المقاومة الفلسطينية، ما اعتُبر من أكبر الضربات التي تلقّاها الاحتلال منذ بداية العدوان البري على غزة.
وتشير المعطيات إلى أن وحدة يهلوم، المكلفة بمهام تفكيك العبوات والأنفاق، تعرّضت للاستهداف المباشر بعد وقوع القوة في حقل ألغام ومتفجرات أرضية، أعقبته اشتباكات بالأسلحة الرشاشة.
وفي بيانه، وصف رئيس وزراء الاحتلال العملية بـ”الكارثة”، وأعلن عن فتح تحقيق عاجل لكشف ملابسات ما حدث.
ورغم ذلك، أكد أن العمليات العسكرية ضد قطاع غزة ستستمر “حتى تحقيق الأهداف”، في إشارة إلى استمرار العدوان على المدنيين والمناطق السكنية جنوب ووسط القطاع. وشدّد نتنياهو على ضرورة “استخلاص العِبَر” لحماية جنود الاحتلال خلال التوغلات البرية المقبلة.
وتُظهر هذه العملية، بحسب مراقبين، تطورًا كبيرًا في أداء فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، والتي باتت تستفيد من تكتيكات كمائن محكمة أوقعت خسائر فادحة في صفوف وحدات النخبة التابعة للاحتلال، خصوصًا في محيط رفح وخانيونس، وهما المنطقتان اللتان تشهدان أعنف المعارك في الوقت الراهن.
تصاعد أعداد القتلى من جنود الاحتلال الإسرائيلي في غزة، لا سيما من وحدات الكوماندوز، يضاعف من الضغوط الداخلية على الحكومة في تل أبيب، وسط تساؤلات داخل المؤسسة العسكرية بشأن جدوى الاستمرار في العمليات البرية داخل بيئة حضرية شديدة التعقيد.
كما تتزايد المخاوف من أن تؤدي الخسائر المتتالية إلى تآكل الروح المعنوية داخل صفوف جيش الاحتلال وتوسيع فجوة الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية.










