كشفت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية عن خطة أمريكية إسرائيلية مشتركة تتضمن انسحاباً منسقاً للقوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية يتزامن مع تسليم المناطق للجيش اللبناني، وذلك في سياق التطورات المتسارعة حول تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل.
تفاصيل الخطة الأمريكية-الإسرائيلية
وفقاً لمصدر دبلوماسي مطلع نقلته “جيروزاليم بوست”، فإن إسرائيل والولايات المتحدة أبلغتا أعضاء مجلس الأمن الدولي بمعارضتهما للتجديد التلقائي لولاية قوات “اليونيفيل”، ومطالبتهما بإعادة تقييم ضرورة استمرار وجود تلك القوة من عدمها.
تتضمن الخطة بديلين رئيسيين:
البديل الأول: إنهاء ولاية اليونيفيل بالكامل والانسحاب التدريجي من المنطقة.
البديل الثاني: تمديد ولاية اليونيفيل لمدة عام واحد فقط، مع مهام محددة تشمل “التفكيك المنظم لمواقعها والانسحاب المنسق مع الجيش اللبناني، ونقل المسؤولية الأمنية الكاملة إلى الحكومة اللبنانية”.
الخطة الأمريكية الشاملة لنزع السلاح
تأتي هذه الخطة في إطار المقترح الأمريكي الشامل الذي قدمه المبعوث الأمريكي توماس براك للحكومة اللبنانية، والذي يتضمن نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية 2025 مقابل انسحاب إسرائيلي منسق.
المراحل الأربع للانسحاب المنسق
تنقسم الخطة إلى أربع مراحل زمنية محددة:
المرحلة الأولى (0-15 يوماً)
وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية والجوية والبحرية،وإنشاء الجيش اللبناني 15 نقطة حدودية أولية جنوب نهر الليطاني،وبدء المفاوضات لحل المناطق المتنازع عليها وترسيم الحدود.
المرحلة الثانية (15-60 يوماً)
بدء انسحاب إسرائيل من ثلاث نقاط من النقاط الخمس التي تحتلها، وانتشار الجيش اللبناني في النقاط التي أُخليت.
وعودة المدنيين إلى قراهم وممتلكاتهم، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين بالتنسيق مع الصليب الأحمر الدولي.
المرحلة الثالثة (60-90 يوماً)
انسحاب إسرائيل من النقطتين الأخيرتين من النقاط الخمس، وانتشار الجيش اللبناني في جميع النقاط المُخلاة.
ومذلك توسيع الجيش اللبناني انتشاره إلى 33 موقعاً حدودياً و15 حاجزاً إضافياً.
المرحلة الرابعة (90-120 يوماً)
تأكيد الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي من جميع الأراضي اللبنانية، وتولي الأجهزة الأمنية اللبنانية السيطرة الأمنية الكاملة، وتنظيم مؤتمر اقتصادي لدعم لبنان وإعادة الإعمار.
جاهزية الجيش اللبناني للتسلم
كشفت مصادر دبلوماسية أن الجيش اللبناني انتهى من وضع خطته المتعلقة بتنفيذ ورقة المبعوث الأمريكي، فيما يتعلق بسحب سلاح “حزب الله” والجدول الزمني اللازم لذلك.
وتتضمن خطة الجيش اللبناني وضع أبراج المراقبة على الحدود اللبنانية الجنوبية المجهزة بأنظمة رصد واتصالات متطورة، وحواجز للجيش في بعلبك-الهرمل.
وكذلك الانتشار في التلال الخمسة المحتلة وتسليمها إلى الجيش وليس إلى اليونيفيل.
الدعم الدولي للخطة
من المرجح أن يتسلم الجيش اللبناني معدات وأجهزة وثكنات جديدة، من ضمن المليار دولار الذي طلبه الجانب اللبناني ووافقت عليه الإدارة الأمريكية.
الموقف الإسرائيلي الرسمي
أكد مسؤول أمني إسرائيلي أن الجيش الإسرائيلي “مستعد للانسحاب من الأراضي اللبنانية وتسليم المناطق للجيش اللبناني ضمن الجدول الزمني” المحدد في اتفاق وقف إطلاق النار الذي تتوسط فيه الولايات المتحدة وفرنسا.
وقال المسؤول: “نحن لا نزال منتشرين وفقاً للاتفاق الذي تراقبه الولايات المتحدة ونعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة للتأكد من أن تسليم المسؤولية للجيش اللبناني سيحدث ضمن الجدول الزمني”.
التحديات والعقبات
رغم الخطة المنسقة، تواجه عملية الانسحاب عدة تحديات، منها رفض حزب الله لأي مناقشة حول نزع السلاح قبل الانسحاب الإسرائيلي الكامل ووقف الغارات الجوية.
وكذلك الانتهاكات المستمرة من الجانبين لاتفاق وقف إطلاق النار، والتعقيدات السياسية الداخلية في لبنان مع انسحاب الوزراء الشيعة من الحكومة.
الأهداف الاستراتيجية
تهدف الخطة الأمريكية-الإسرائيلية إلى فرض لبنان لسيادته على كامل أراضيه، حصر حيازة السلاح بيد الدولة في جميع الأراضي اللبنانية، ضمان استدامة وقف الأعمال العدائية، وترسيم دائم وواضح للحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل.
تمثل هذه الخطة نقلة نوعية في التعامل مع ملف جنوب لبنان، حيث تركز على التنسيق المباشر بين القوات الإسرائيلية والجيش اللبناني، مما قد يؤدي إلى تهميش دور القوات الدولية (اليونيفيل) لصالح الحلول الثنائية المدعومة أمريكياً.










