انتقلت لجنة من باحثي أجهزة وزارة البيئة المصرية بمحافظة البحر الأحمر، مساء اليوم، إلى شاطئ أحد الفنادق السياحية شمال مدينة القصير، لمتابعة واقعة ظهور مفاجئ لأجزاء من حطام سفينة الشحن “VSG Glory” التي غرقت قبل نحو عشرة أشهر، بالتزامن مع طفو كميات كبيرة من أجولة “الردة” التي كانت ضمن شحنتها.
وبحسب المصادر البيئية، جرفت التيارات البحرية أجولة الردة إلى الشاطئ الرملي التابع لأحد الفنادق الشهيرة بالمنطقة، مما استدعى تدخلا عاجلا من إدارة الفندق لرفع الأجولة من الرمال وتفادي أي آثار بيئية أو سلبية على المشهد السياحي.
تفاصيل غرق السفينة
السفينة التجارية “VSG Glory” كانت تحمل مئات الأطنان من الردة في طريقها من اليمن إلى أحد الموانئ المصرية، عندما تعرضت لعطل مفاجئ في نوفمبر 2024 أثناء مرورها قبالة سواحل القصير، ما أدى إلى تسرب المياه إلى داخلها وغرقها في منطقة قريبة من الشعاب المرجانية، دون وقوع خسائر بشرية.
الحطام يعود إلى السطح
وبعد نحو عشرة أشهر من استقرارها في القاع، تسببت التيارات البحرية العنيفة والرياح الموسمية في تحرك السفينة من موقعها، لترتفع تدريجيا حتى ظهرت أجزاء معدنية ضخمة منها على سطح الماء، قبل أن تندفع نحو الشاطئ الرملي المجاور لأحد الفنادق السياحية، مثيرة دهشة الأهالي والسائحين الذين سارعوا بتوثيق المشهد.
إجراءات عاجلة وتقييم بيئي
وتتابع فرق البيئة التابعة للوزارة عن كثب تطورات الموقف، حيث يجري حصر الكميات التي طفت على الشاطئ من الشحنة، والتأكد من عدم وجود تسربات من مكونات السفينة قد تضر بالشعاب المرجانية أو الكائنات البحرية. كما يتم التنسيق مع الجهات المعنية لسحب الأجولة والتخلص منها بطرق آمنة، ودراسة مصير بقايا السفينة الراسية في القاع.
وفي تصريح للخبير البيئي أيمن طاهر، أكد أن الواقعة “تذكرنا بأن البحر مليء بالمفاجآت، وأن مسؤوليتنا البيئية تستوجب استجابة سريعة لكل ما يهدد نظامه المتوازن”، مضيفا أن الحطام المعدني قد يتحول إلى تهديد بيئي إن لم تتم إزالته أو تنظيم التعامل معه بشكل دقيق.
من مأساة إلى موقع غوص
اللافت أن حطام السفينة “VSG Glory” كان قد جذب مؤخرا اهتمام هواة الغوص والسياحة البيئية، حيث تحول لموقع غوص غير رسمي، تنامت حوله بعض الشعاب المرجانية وبدأ في جذب كائنات بحرية، مما جعله محل توثيق وتصوير من قبل الغواصين.
تفاصيل قانونية وتعويضات ضخمة
يذكر أن محكمة جنح القصير كانت قد أصدرت حكما في وقت سابق، قضى بحبس مالك وربان السفينة لمدة سنة مع الشغل وكفالة 500 جنيه وغرامة 500 ألف جنيه لكل منهما، بالإضافة إلى إلزامهما بسداد نفقات إزالة آثار التلوث البترولي وتقديم تعويضات بيئية بقيمة 24.6 مليون دولار أمريكي، إلى جانب 633 ألف جنيه تعويضا إضافيا عن الأضرار البيئية التي لحقت بالشعاب المرجانية والساحل، وفقا لما حددته لجنة التعويضات بوزارة البيئة.
تجدد هذه الحادثة النقاش حول التعامل مع السفن الغارقة والمخاطر البيئية المحتملة في مناطق حساسة مثل البحر الأحمر، لا سيما في ظل تغيرات المناخ والتيارات البحرية المتقلبة. وبينما تعتبر “VSG Glory” اليوم مادة مثيرة للاهتمام للغواصين، تبقى التحديات البيئية حاضرة بقوة، وتفرض على الجهات المعنية اتخاذ تدابير طويلة الأمد لحماية البيئة البحرية الفريدة لهذه المنطقة.










