أكد وزير الخارجية المصري، الدكتور بدر عبدالعاطي، أن المجاعة التي يشهدها قطاع غزة هي “مجاعة كاملة الأركان ومن صنع البشر”، محملا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية المباشرة عنها، في ظل استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات الإنسانية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الوزير المصري مع فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، حيث شدد عبدالعاطي على دعم مصر الكامل للوكالة الأممية، ورفض أي محاولات لاستهدافها أو إضعاف دورها.
“نؤكد دعمنا الثابت لأونروا في مواجهة الأزمات التي تمر بها، ونرفض محاولات استبدالها بآليات بديلة ثبت فشلها الذريع”، قال عبدالعاطي، مضيفا أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية تراجع التمويل الموجه للوكالة، مما يفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية في القطاع.
دعوة لوقف إطلاق النار وتحذير من استخدام “التجويع كسلاح”
في سياق متصل، جدد وزير الخارجية المصري دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، مؤكدا أن “تعنت إسرائيل هو العقبة الرئيسية أمام تحقيق تقدم حقيقي على مسار التهدئة”.
وأشار إلى أن السياسات الإسرائيلية الحالية، بما في ذلك استخدام الحصار والتجويع كسلاح حرب، تمثل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، مؤكدا الرفض القاطع لتلك الممارسات، كما جدد موقف مصر الرافض لأي مخططات لتصفية القضية الفلسطينية أو تهجير السكان.
الجهود المصرية مستمرة: معبر رفح مفتوح والمساعدات تتدفق
وأكد عبدالعاطي أن مصر تبذل جهودا حثيثة لتخفيف معاناة سكان القطاع، موضحا أن معبر رفح لا يزال مفتوحا على مدار الساعة، مع استمرار دخول المساعدات الإنسانية رغم التحديات الأمنية واللوجستية.
“قطاع غزة يحتاج يوميا ما لا يقل عن 700 شاحنة من المساعدات لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان”، بحسب الوزير.
وفي ختام حديثه، دعا إسرائيل إلى القبول بـ”مقترح ويتكوف”، الذي كانت حركة حماس قد أبدت موافقتها عليه مؤخرا، كفرصة جدية لوقف إطلاق النار وإنهاء الكارثة الإنسانية المستمرة في القطاع.
تأتي تصريحات وزير الخارجية المصري في وقت تتصاعد فيه التحذيرات الدولية من كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث تشير تقارير أممية إلى تدهور شامل في الأمن الغذائي والصحي، مع وصول الوضع إلى حد “المجاعة الفعلية” في بعض مناطق القطاع، جراء الحصار والإغلاق الإسرائيلي المستمر منذ شهور.










