في تصعيد جديد للتوترات الإقليمية، أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025، عن تنفيذ غارات جوية على ميناء الحديدة على الساحل الغربي لليمن، مستهدفا ما وصفه بـ”بنى تحتية عسكرية” تابعة لجماعة الحوثيين المدعومة من إيران.
وأوضح الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن الضربات جاءت ردا على “هجمات متكررة” شنتها جماعة الحوثي باستخدام صواريخ أرض–أرض وطائرات مسيرة ضد أراضي إسرائيل، مؤكدا أن ميناء الحديدة يستخدم كممر لنقل أسلحة من إيران إلى الحوثيين لتنفيذ عمليات “إرهابية” ضد إسرائيل وحلفائها.
تفاصيل الضربة
بحسب مصادر ميدانية في اليمن، استهدفت 12 غارة إسرائيلية ثلاثة أرصفة رئيسية داخل ميناء الحديدة، الذي يعد شريانا حيويا لوصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين اليمنيين.
وفي سياق متصل، أفادت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصدر أمني بأن “الهدف من الغارات هو تعطيل الميناء لعدة أسابيع على الأقل”.
بيان الجيش الإسرائيلي:
“هاجم الجيش الإسرائيلي البنى التحتية العسكرية التابعة لحكم الإرهاب الحوثي في ميناء الحديدة باليمن. يستخدم حكم الإرهاب هذا الميناء لنقل وسائل قتالية من النظام الإيراني، تستعمل لتنفيذ مخططات إرهابية ضد دولة إسرائيل وحلفائها”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر إنذارا عاجلا قبل الضربات بساعات، دعا فيه كافة المتواجدين في ميناء الحديدة، بمن فيهم العمال والبحارة، إلى الإخلاء الفوري، مشيرا إلى أن “أي شخص يبقى في المنطقة يعرض حياته للخطر”.
رد جماعة الحوثيين
من جهتها، قالت جماعة الحوثي إن دفاعاتها الجوية “أربكت” الهجوم الإسرائيلي، وتمكنت من “إفشال دخول بعض الطائرات المهاجمة إلى العمق”، مؤكدة أن عددا من التشكيلات الجوية اضطرت لمغادرة الأجواء دون تنفيذ مهمتها.
ولم تصدر الجماعة حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي بيان حول الخسائر أو الأضرار الناجمة عن الغارات، فيما تتصاعد المخاوف من تعطيل جديد لإمدادات المساعدات الإنسانية عبر الميناء الذي يعتمد عليه اليمنيون بشكل كبير.
السياق الإقليمي
تأتي هذه التطورات في خضم حملة عسكرية تشنها جماعة الحوثي على السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئها في البحر الأحمر، وذلك ضمن ما تسميه دعما للمقاومة الفلسطينية في غزة. وقد أطلقت الجماعة عدة صواريخ وطائرات مسيرة نحو إسرائيل خلال الأشهر الماضية، تم اعتراض معظمها، بحسب بيانات رسمية إسرائيلية.
وتشير هذه الضربة إلى توسع نطاق الصراع بين إسرائيل وحلفاء إيران الإقليميين، من غزة ولبنان وسوريا، وصولا إلى اليمن، ما ينذر بمزيد من التصعيد في منطقة تعاني أصلا من أزمات إنسانية وصراعات ممتدة.










