في سابقة دبلوماسية لافتة، ألقى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، المعروف سابقا باسم أبو محمد الجولاني، كلمة رسمية في قمة كونكورديا العالمية في نيويورك، على هامش الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، معلنا ما وصفه بـ”بداية مرحلة جديدة لسوريا: من الحرب إلى الحوار، ومن العزلة إلى الشراكة”.
وتعد هذه الكلمة أول مشاركة مباشرة لرئيس سوري في قمة دولية غير رسمية من هذا الحجم منذ ستينيات القرن الماضي، وجاءت لتسليط الضوء على مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد في ديسمبر 2024، واستلام الشرع منصب الرئاسة الانتقالية.
وحدة الشعب السوري
قال الشرع إن “النظام المخلوع عمل لعقود على تقسيم السوريين طائفيا وعرقيا”، مؤكدا أن حكومته تعتبر الوحدة الوطنية حجر الأساس في بناء سوريا الجديدة، وإنهاء حالة الانقسام التي غذتها الحرب الأهلية.
حصر السلاح بيد الدولة
أوضح أن الحكومة الانتقالية تسعى إلى تفكيك جميع الميليشيات المسلحة، بما فيها فصائل المعارضة السابقة والجماعات الأجنبية، في خطوة تهدف إلى استعادة الأمن وتعزيز السيطرة المدنية، مع دعم تقني من جهات دولية.
الاقتصاد مفتاح الأمن
أشار إلى العلاقة الوثيقة بين الاستقرار الاقتصادي والأمني، داعيا إلى شراكات دولية لإعادة إعمار سوريا، حيث تجاوزت تقديرات الخسائر الاقتصادية 400 مليار دولار.
رسالة إلى واشنطن
قال الشرع إن هناك “مصالح متطابقة بين سوريا والولايات المتحدة”، خصوصا في ملفات مكافحة الإرهاب وإعادة الإعمار، وفتح المجال أمام تطبيع تدريجي للعلاقات مع واشنطن، خاصة بعد تخفيف بعض العقوبات في النصف الأول من عام 2025.
من الحرب إلى الحوار
أكد: “نحن كنا في ميدان الحرب وانتقلنا إلى ميدان الحوار”، في إشارة إلى تحول سوريا من ساحة صراع مسلح إلى مسرح دبلوماسي، بعد 14 عاما من الحرب.
رؤية جديدة للثورة السورية
قال الشرع: “قضية الشعب السوري كانت قضية نبيلة وعادلة”، في محاولة لإعادة تأطير الثورة السورية على أنها ثورة ضد الاستبداد لا تمرد إرهابي، مع التأكيد على أن الدستور الجديد سيضع حقوق الإنسان في صلب أولوياته.
الشرع يتحدث عن المواجهة العسكرية مع النظام السابق
في خطوة نادرة، تحدث الشرع صراحة عن الدعم الروسي والإيراني للنظام السابق، قائلا:”واجهنا إلى جانب النظام روسيا وإيران وحزب الله… واخترنا الوقت الصحيح للمعركة”.
وأشار إلى أن قواته، القادمة من شمال غرب سوريا، استطاعت الوصول إلى دمشق في أسابيع قليلة وبأقل الخسائر، بفضل “مؤسسات مدنية قوية بنيت في إدلب منذ عام 2017”.
تطلعات دبلوماسية جديدة
قال الشرع إن حكومته “ورثت علاقات متوترة مع أمريكا والعالم”، لكنه أبدى استعداده لبناء جسور ثقة جديدة على أسس مختلفة، مشيرا إلى أن “الشعب السوري متوحد خلف القيادة الجديدة”، وفقا لاستطلاعات محلية ودولية أظهرت دعما شعبيا تجاوز 70%.
تحذير من التدخلات الخارجية
وفي لهجة تحذيرية، أشار الشرع إلى أن “هناك أطرافا إقليمية ما زالت تصفي حساباتها على الأرض السورية”، داعيا إلى احترام السيادة الوطنية في أي مفاوضات إقليمية أو تدخلات حدودية.










