دعاه ثم أهانه ثم عقد معه صفقة…
هكذا يتهيأ لنا…
تركه ينتظر في الشارع حتى مرور موكبه…
هكذا يتهيأ لنا…
وأهانه بأن وصفه بخبير في تزوير الانتخابات…
هكذا يتهيأ لنا…
ثم عقد معه صفقة لاشتراء المآت من طائرات بوينغ ومقاتلات لوكهيد مارتن إف-35..
ما الذي يدعو ترامب لإهانة رئيس دولة عضو في الحلف الأطلسي، شريك استراتيجي في المنطقة وتضم قواعد أمريكية ؟
ما الذي يدعو ترامب إلى القدح والتجريح، بل الاتهام الصريح لرئيس دولة لم يكن يوما ضد مصالح الولايات المتحدة ؟
هي قرصة أذن ليس أكثر. ترامب أراد تذكير أردوغان بأنه هو الحاكم… السر يكمن في التعامل التجاري بين تركيا وروسيا. فتركيا الواجهة التي تستعملها روسيا لبيع نفطها وغازها وقمحها…
وترامب في قرارة نفسه لا أحد يريد أن يشاركه النفط والغاز الروسي ولا حتى جلد الدب الروسي… فأمريكا وحدها من يصدر العقوبات ووحدها من تتعامل في الخلف مع الذين عاقبتهم… فهي فوق القانون والقرارات والأمثلة على ذلك كثيرة.
أردوغان رئيس براغماتي بشكل لم يسبق له مثيلا في تاريخ تركيا، رغم أن بنية التفكير السياسي والعسكري التركي منذ الدولة العثمانية تقوم على براغماتية مباشرة…
الدارس لتاريخ تركيا وامتداداتها في شمال أفريقيا، في الشرق الأوسط وجانب هام من أوروبا الشرقية يعرف أن الداعي الأكبر هو تنمية المركز (الباب العالي) على حساب المحاور…
اللعبة بين ترامب وأردوغان واضحة وما الإهانة والذم ليسا سوى تبرئة ذمة أمام الإعلام ولكن في الخلف علاقات وصداقات قوية…
ما يؤلم ويحزن في نفس الوقت هو الضعف والغباء العربي الذي لم يعقد مبكرا تحالفات بينية ولم يسعى إلى الاستثمار في صناعة عسكرية (متواضعة في مصر) كشأن مختلف الدول كالهند وباكستان…
لا يمكن أن تتحدث عن الاستقلال والحال أنك لا تصنع سلاحك بل تشتريه من الخارج…
شعوب مستعمرة عن بعد ليس أكثر…










