استمرار تحليق الطائرات المسيرة فوق “أسطول الصمود” وناشطة تحذر: المراقبة ترهيب وتحويل البحر إلى مقبرة
تستمر الطائرات المسيرة اللاسرائيلية في التحليق فوق أسطول الصمود العالمي المتجه نحو قطاع غزة حيث غادر جزيرة كريت اليوانية نحو غزة، في مشهد يزيد من توتر الناشطين والطاقم البحري ويعكس ما وصفته المنظمات المشاركة بـ”محاولات واضحة للترهيب والمراقبة المكثفة”.
وقالت الناشطة الألمانية من أصول تركية، ياسمين أجار، عضو اللجنة التوجيهية للأسطول، إن وجود الطائرات بدون طيار ليس مجرد وسيلة مراقبة تقنية بل يحمل أبعادا أمنية وسياسية عميقة:”بالنسبة للفلسطينيين، الطائرات بدون طيار ليست مجرد كاميرات. إنها أسلحة حرب، تستخدم يوميا للمراقبة والترهيب والقتل. نفس التكنولوجيا التي ترعب غزة تسيطر الآن على البحر الأبيض المتوسط، محولة إياه إلى مقبرة.”
وأضافت أجار أن الهدف من هذه المراقبة واضح: “الترهيب”، لكنها رأت في الوقت نفسه أن كثافة المراقبة تكشف عن “مدى إلحاح وضرورة المهمة” بالنسبة للقوافل الإنسانية. وختمت قائلة:”لن نتراجع. سنواصل طريقنا إلى غزة، لأن هذا هو هدفنا: العدالة والحرية والحياة.”
مخاوف أمنية وإنسانية
أعرب منظمو الأسطول وطاقم السفن عن مخاوفهم من أن يؤدي استمرار تحليق الطائرات المسيرة إلى رفع منسوب التوتر، وإلى وقوع حوادث فنية أو تصعيدات غير مقصودة. وقال عدد من المتطوعين إن الضوضاء والاضطراب الناتج عن الطائرات يؤثران على معنويات المشاركين ويصعبان عمليات التنسيق على متن السفن.
ومن جانبها، طالبت قيادة الأسطول الجهات الدولية المعنية بضمان سلامة السفن والبعثات الإنسانية، وناشدت منظمات حقوق الإنسان واللجان البرلمانية والاتحادات البحرية التدخل للحد من أي ممارسات قد تهدد سلامة المدنيين على متن القوافل.
تبعات قانونية ودبلوماسية محتملة
يربط مراقبون مراقبة الطائرات المسيرة فوق القوافل بملف أوسع يتناول حرية الملاحة والسلامة البحرية والقانون الدولي الإنساني. وقال خبراء قانون دولي إن أي إجراء يؤثر على سلامة سفن مدنية أو يمنع وصول مساعدات إنسانية قد يفتح قضايا أمام محاكم دولية ومؤسسات مسؤولة عن حماية المدنيين وحرية الملاحة.
وطالبت منظمات معنية بالإغاثة والمراقبة المستقلة بفتح تحقيق دولي فوري حول استخدام الطائرات المسيرة في محيط القوافل الإنسانية، ودعت إلى آليات حماية تضمن قدرة السفن على مواصلة رسالتها دون تعرض للتهديد أو العنف.
تصميم الناشطين على المضى قدما
رغم المخاوف، تؤكد قيادة الأسطول أنه سيواصل المهمة المعلنة مع محاولة اتخاذ مزيد من إجراءات الوقاية والتنسيق القانوني والدبلوماسي. ويعمل منظمو الأسطول على توثيق عمليات المراقبة ونشرها عبر قنواتهم الرسمية لتسليط الضوء على ما يصفونه بالعقبات أمام إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
تصعيد جوي يثير المخاوف
أفاد ناشطون على متن السفينة “ألما” أن طائرتين مسيرتين حلقتا على علو منخفض خلال الليلة الماضية، دون تنفيذ أي هجوم، إلا أن أصواتهما كانت كافية لإحداث حالة من القلق والتوتر بين المشاركين.
وقال عدد من المتطوعين إن الطائرات تحدث ضجيجا مستمرا يعطل التنسيق على السفن ويؤثر على الحالة النفسية للركاب، ومعظمهم من ناشطين ومتضامنين من أكثر من 20 دولة.
نداءات للحماية الدولية
طالبت قيادة الأسطول المنظمات الحقوقية والأممية بالتدخل العاجل لضمان سلامة السفن والركاب، ودعت إلى تحقيق دولي فوري بشأن استخدام الطائرات المسيرة ضد بعثة مدنية إنسانية. وقال المنظمون إن الأسطول وثق كل الانتهاكات وسيرفعها إلى المؤسسات الدولية ذات الصلة.
ويحذر خبراء القانون الدولي من أن اعتراض الأسطول أو تهديده بطائرات مسلحة، حتى دون إطلاق نار، يعد انتهاكا صارخا لاتفاقيات جنيف وحرية الملاحة في المياه الدولية.
الأسطول يقترب من غزة
أعلن منظمو القافلة أن الأسطول بات على بعد 692 كيلومترا فقط من غزة، بعد أن كان على مسافة 825 كلم في وقت سابق. ويتوقع أن تدخل السفن ما تعرف بـ”المنطقة البرتقالية” خلال ثلاثة أيام، وهي المنطقة التي يرجح أن تواجه فيها اعتراضا مباشرا من البحرية الإسرائيلية.
يتكون “أسطول الصمود” من 42 سفينة انطلقت من إسبانيا وتونس وإيطاليا واليونان، ويضم أكثر من 532 متضامنا دوليا، بمرافقة سفينتين عسكريتين من إيطاليا وإسبانيا، إضافة إلى دعم من طائرات مسيرة تركية وفق تقارير غير مؤكدة.









