أجرى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، إيال زامير، جولة ميدانية في محور نتساريم (الشهداء) جنوب قطاع غزة، مؤكدا خلالها أن المعركة لم تنته، وأن الجيش “مستعد لاستئناف القتال في أي لحظة” في حال لم تحرز مفاوضات صفقة الأسرى تقدما خلال الأيام القادمة.
وقال زامير للجنود:”إذا تم إطلاق سراح الرهائن، فسيكون ذلك إنجازا مهما، وتحقيقا لهدف الحرب – وذلك بفضلكم”، مؤكدا وجود “مزيد من الأهداف الحربية” يجب تحقيقها.
من جهتها، نفت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية وجود وقف لإطلاق النار، مؤكدة أن ما يجري هو “توقف مؤقت لبعض عمليات القصف” وأن الجيش سيواصل عملياته “عند الحاجة”.
توتر أمريكي – إسرائيلي بعد مكالمة “ساخنة”
في تطور سياسي لافت، كشف موقع “أكسيوس” الأميركي عن مكالمة هاتفية غاضبة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على خلفية موقف الأخير المتحفظ من رد حركة حماس على مقترح صفقة الأسرى.
ووفقا للموقع، وصف ترامب موقف نتنياهو بـ”السلبي”، وقال له غاضبا: “اللعنة، لماذا أنت سلبي هكذا دائما؟!”
ترامب كان قد أعلن سابقا أن رد حماس إيجابي ويحمل إمكانية للاتفاق، فيما سعى نتنياهو للتقليل من شأن الرد، ما يعكس تباينا في رؤية الطرفين حول مستقبل المفاوضات.
قطاع غزة: دمار شبه كامل ومعاناة متفاقمة
وفي سياق آخر، كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن أرقام صادمة توثق حجم الكارثة الإنسانية بعد عامين من الحرب. ووفق البيانات الرسمية:
76,639 شهيدا ومفقودا، بينهم آلاف الأطفال.
169,583 إصابة، منها أكثر من 4800 حالة بتر، و1200 حالة شلل.
95% من المدارس تضررت بفعل القصف.
38 مستشفى خرجت عن الخدمة.
80% من مساحة القطاع تعرضت للاجتياح أو السيطرة بالنار.
460 حالة وفاة بسبب الجوع، بينهم 154 طفلا.
كما رصد التقرير 2700 أسرة أبيدت بالكامل، ومسحت من السجل المدني، إضافة إلى أكثر من 12 ألف حالة إجهاض بسبب نقص الغذاء والرعاية الصحية.
مستقبل غير واضح
تأتي هذه التصريحات والتطورات الإنسانية في وقت حرج، قبيل استئناف مفاوضات جديدة في القاهرة بين وفدي إسرائيل وحركة حماس، بوساطة مصرية. ورغم أن حماس أبدت موافقة مبدئية على صفقة تتضمن إطلاق الأسرى وتسليم إدارة القطاع لهيئة مستقلة، إلا أن مستقبل الاتفاق لا يزال غامضا في ظل التصعيد السياسي بين الحلفاء، والرفض الإسرائيلي لوجود أي من حماس أو السلطة الفلسطينية في “اليوم التالي لغزة”، كما قال نتنياهو.
وبينما تتشبث الأطراف بمواقفها، يظل المدنيون في غزة هم الضحايا المباشرون لحرب لم تتوقف فعليا منذ أكتوبر 2023، وسط تحذيرات أممية من مجاعة شاملة، وانهيار تام للمنظومة الصحية.










