في خطاب جماهيري بمناسبة مرور عام على توليها الرئاسة، أعربت رئيسة المكسيك كلاوديا شينبوم، اليوم الأحد، عن ثقتها في قدرة حكومتها على التوصل إلى اتفاق تجاري مواتٍ مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن المكسيك ستواصل توسيع علاقاتها التجارية مع بقية دول العالم رغم التحديات.
وقالت شينبوم، وسط حضور حاشد في وسط العاصمة، إن بلادها تعمل على مواجهة المتغيرات الاقتصادية العالمية من خلال تعزيز التصنيع المحلي في قطاعات استراتيجية، كاشفةً عن خطة وطنية لدعم مشاريع “صنع في المكسيك”، تشمل تطوير السيارات الكهربائية، وأشباه الموصلات، والأقمار الصناعية، والطائرات المسيرة، إلى جانب تأسيس مختبر وطني للذكاء الاصطناعي.
اتفاق قريب رغم التحديات
وأضافت شينبوم: “أنا واثقة من أننا سنتوصل إلى اتفاق موات مع الولايات المتحدة وجميع دول العالم فيما يتعلق بعلاقاتنا التجارية”، مشيرةً إلى أن حكومتها ستعرض التقدم المحرز في هذه المشاريع خلال الأسابيع المقبلة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل حالة من التوتر التجاري بين المكسيك والولايات المتحدة، إذ يُنتظر أن تخضع اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (USMCA) لمراجعة رسمية العام المقبل، وسط مطالب أمريكية بتعديلات تتعلق بالرسوم الجمركية والهجرة وسلاسل التوريد.
ضغوط متبادلة ورسوم مرتقبة
في المقابل، أعلنت واشنطن عن فرض تعريفات جمركية إضافية على واردات معينة من المكسيك، شملت مؤخراً منتجات مثل الطماطم المكسيكية التي فُرضت عليها رسوم بنسبة 17%. ورداً على ذلك، فرضت المكسيك رسومًا جمركية على دول لا تربطها بها اتفاقات تجارية، وخصوصًا الصين، وهو ما فسره محللون على أنه استجابة غير معلنة للضغوط الأمريكية في ظل تصاعد التوتر التجاري بين بكين وواشنطن.
تداعيات اقتصادية محتملة
وتشير تقارير اقتصادية إلى أن نحو 80% من الصادرات المكسيكية موجهة إلى السوق الأمريكية، ما يجعل الاقتصاد المكسيكي عرضة بشدة لتأثير أي رسوم جمركية. ووفقًا لخبراء، قد تؤدي هذه التطورات إلى انخفاض بنسبة 12% في الصادرات المكسيكية، وتراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 4% في عام 2025، فضلًا عن ضغوط محتملة على قيمة البيزو المكسيكي.
كما قد يعاني المستهلك الأمريكي من ارتفاع الأسعار، خصوصًا في قطاعات مثل السيارات والإلكترونيات، حيث تعتمد العديد من الشركات الأمريكية على المكونات المصنعة في المكسيك.
طريق شائك نحو التفاهم
وتسعى الإدارة الأمريكية إلى ربط القضايا الاقتصادية بملفات أخرى، مثل الهجرة غير النظامية ومكافحة الاتجار بالمخدرات، مما يزيد من تعقيد المفاوضات التجارية. وتؤكد تقارير أن الجانبين بحاجة إلى جهود دبلوماسية مكثفة لتجنّب تصعيد النزاع وضمان استقرار العلاقة الاقتصادية الحيوية بين البلدين.










