أظهرت صور الأقمار الصناعية الصادرة اليوم 10 أكتوبر 2025 أن جميع بوابات المفيض في سد النهضة الإثيوبي أُغلقت بالكامل، ما أدى إلى انخفاض التصريف المائي إلى مستويات غير مسبوقة منذ إعادة فتح السد في 9 سبتمبر الماضي.
ووفقاً لبيانات وزارة الزراعة والري السودانية، التي لم تُصدر بيانها اليومي المعتاد أمس أو اليوم، فقد انخفض التصريف في 8 أكتوبر إلى نحو 135 مليون متر مكعب فقط، فيما تشير التقديرات إلى أن الإيراد الحالي لا يتجاوز 50 مليون متر مكعب يومياً. وتُظهر الصور وجود دوامات مائية خفيفة لا ترقى إلى تشغيل توربين واحد، ما يعني – بحسب الخبراء – أن جزءاً من مياه الأمطار الحالية المقدرة بنحو 250 مليون متر مكعب يومياً يُعاد تخزينه داخل الخزان.
منذ افتتاح السد في سبتمبر الماضي، تراوح معدل التصريف اليومي بين 500 و750 مليون متر مكعب خلال ذروة الفيضان (من 23 سبتمبر حتى 1 أكتوبر)، قبل أن يبدأ الانخفاض التدريجي إلى نحو 400 مليون متر مكعب في مطلع أكتوبر، وصولاً إلى أقل من 50 مليون متر مكعب في 10 أكتوبر الجاري.
ويظل موقف تشغيل التوربينات غامضاً، في ظل ما يصفه مراقبون بـ”استمرار التخبط في إدارة تشغيل السد”، وهو ما انعكس بشكل مباشر على السودان الذي يعتمد على انتظام تدفق النيل الأزرق لإدارة مشروعاته الزراعية وتوليد الكهرباء.
ويحذر خبراء من أن استمرار غلق بوابات المفيض وعدم تصريف كميات الأمطار الحالية قد يؤدي إلى امتلاء الخزان بالكامل بنهاية أكتوبر، خاصة مع التراجع التدريجي لمعدلات الأمطار في حوض النيل الأزرق إلى نحو 150 مليون متر مكعب يومياً بنهاية الشهر، ثم 50 مليون متر مكعب فقط بنهاية نوفمبر.
في المقابل، تؤكد المصادر المصرية أن السد العالي في أسوان يستقبل الإيرادات المائية بكفاءة عالية كالمعتاد، وأن عمليات التخزين تسير بصورة طبيعية، مع استمرار إغلاق مفيض توشكى.










