نفى رئيس وزراء إقليم بلوشستان في باكستان، سرفراز بوغتي، يوم الثلاثاء، وجود تمرد مسلح داخل الإقليم، مشيرا إلى أن التوترات الأمنية الحالية ناجمة عن “الحركات الانفصالية المدعومة من الهند”. وجاءت تصريحات بوغتي خلال كلمته في الورشة الوطنية السابعة عشرة بمدينة كويتا.
الجماعات الانفصالية في بلوشستان باكستان
وأشار رئيس الوزراء إلى أن هدف هذه الجماعات الانفصالية هو إلحاق الضرر بباكستان وزعزعة وحدتها، معتبرا أن وكالة البحث والتحليل الهندية (RAW) تلعب دورا رئيسيا في تدهور الوضع الأمني في بلوشستان. وقال بوغتي: “الانفصاليون يتلقون دعما من الهند، لكنهم يسعون لتقويض أمن باكستان”.
وأكد بوغتي أن مكافحة الإرهاب ليست مسؤولية القوات المسلحة فقط، بل هي “معركة مشتركة لجميع أبناء الأمة”، مشيرا إلى وجود محاولات متعمدة لخلق انطباع خاطئ حول التنمية غير المتكافئة في الإقليم بهدف إثارة الانقسام. وأضاف أن مصطلحات مثل “البلوش الساخطين” تستخدم لتبرير العنف والإرهاب.
وأوضح رئيس الوزراء أن من يلجأ إلى العنف وحمل السلاح ليس غاضبا فحسب، بل هو “إرهابي”، داعيا إلى مكافحة الدعاية الموجهة ضد الدولة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تهدف إلى تفريق الشباب عن مؤسسات الدولة. وأكد حرص الحكومة على التواصل مع الشباب عبر الجامعات والمنصات المختلفة للاستماع إلى همومهم.
تعزيز قدرات إدارة مكافحة الإرهاب في بلوشستان
وفيما يتعلق بالجهود الأمنية، أعلن بوغتي عن تعزيز قدرات إدارة مكافحة الإرهاب في بلوشستان، مع تخصيص 100 مليون روبية لهذه الغاية، مشيرا إلى أن قوات الأمن تنفذ عمليات في مناطق يصعب فيها التمييز بين الأصدقاء والأعداء.
وجاءت تصريحات رئيس الوزراء في ظل تصاعد موجة العنف في بلوشستان خلال الأشهر الأخيرة، حيث تبنت الجماعات الانفصالية المحظورة مثل جيش تحرير بلوشستان تكتيكات جديدة لاستهداف قوات الأمن بشكل مباشر، مما أدى إلى زيادة عدد الهجمات بشكل ملحوظ.
ارتفاع العنف في باكستان
وأظهرت تقارير معهد باكستان لدراسات الصراع والأمن ومركز البحوث والدراسات الأمنية أن البلاد شهدت خلال الثلث الأول من عام 2025 معدلات عنف تعادل تلك المسجلة في عام 2024 بالكامل. وتصدرت خيبر بختونخوا قائمة المناطق الأكثر تعرضا للهجمات الإرهابية بعدد 295 حادثا، بينما شهدت بلوشستان ارتفاعا بنسبة 119% في الهجمات الانفصالية، حيث سجلت 171 حادثا.
يأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه الحكومة الباكستانية إلى تعزيز الاستقرار الأمني في الإقليم عبر توحيد الجهود الوطنية والتصدي للتحديات الإرهابية بكل حزم.










