ترامب يؤكد لقاءه شي جين بينغ في سيول: “الأمور ستكون على ما يرام”
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ خلال الأسبوعين المقبلين في العاصمة الكورية الجنوبية سيول، مؤكدا ثقته بأن اللقاء سيساهم في تخفيف التوترات المتصاعدة بين واشنطن وبكين. وقال ترامب في مقابلة مع شبكة فوكس بيزنس: “أعتقد أن الأمور ستسير على ما يرام مع الصين. سنلتقي خلال أسبوعين.”
تراجع عن التصريحات السابقة
يأتي تصريح ترامب بعد أيام فقط من موقف مناقض عبر فيه عن عدم وجود سبب للقاء الرئيس الصيني في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC)، المقرر عقدها في 31 أكتوبر – 1 نوفمبر في سيول. وقد شكك في جدوى اللقاء، خاصة في ظل التصعيد التجاري المستمر بين القوتين الاقتصاديتين.
تصعيد تجاري وتحفظات متبادلة
تأتي هذه التطورات في أعقاب إعلان إدارة ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع الواردات الصينية، وهو قرار وصفه الرئيس الأميركي بأنه “غير مستدام، لكن لا مفر منه”. وأضاف: “لقد أجبروني على ذلك.”
من جانبها، ردت بكين بفرض ضوابط تصدير جديدة على المعادن الأرضية النادرة، التي تعد من الموارد الحيوية في صناعة السيارات الكهربائية، وأشباه الموصلات، وأنظمة الدفاع. واعتبر ترامب هذه الخطوة محاولة صينية لـ”احتجاز العالم”، واصفا إياها بـ”الشريرة والعدائية”.
من التصعيد إلى الحوار؟
رغم أجواء التصعيد، يشير إعلان اللقاء المرتقب بين الزعيمين إلى محاولة لاحتواء الخلافات وفتح قنوات الحوار مجددا. ويتوقع أن يتناول الاجتماع المرتقب ملفات شائكة، أبرزهاالحرب التجارية المتجددة، وتأمين سلاسل التوريد العالمية،وقضايا الأمن التكنولوجي والرقابة على الصادرات، والوضع الجيوسياسي في شرق آسيا، بما يشمل ملف تايوان وكوريا الشمالية.
مواقف متباينة وتوقيت حساس
يتزامن اللقاء المرتقب مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما يضع ترامب أمام اختبار مزدوج: داخليا في كسب دعم الناخبين بملف العلاقات الدولية، وخارجيا في احتواء الخصومة مع أكبر منافس اقتصادي للولايات المتحدة.
ويشير مراقبون إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة، رغم حدتها، تمثل جزءا من تكتيك تفاوضي معتاد يستخدمه الرئيس الأمريكي لإعادة ضبط شروط التفاهم مع بكين.
في ظل تصعيد تجاري غير مسبوق، وتبادل اتهامات حادة بين واشنطن وبكين، يبرز اللقاء المرتقب بين ترامب وشي جين بينغ في سيول كفرصة حاسمة لإعادة ضبط العلاقات بين العملاقين، أو دفعها نحو مزيد من المواجهة الاقتصادية والجيوسياسية. وبين التصعيد والتهدئة، تظل قمة APEC المقبلة تحت المجهر العالمي.










