تركيا تستعد لعقد اجتماع وزاري في إسطنبول بمشاركة دول إسلامية لمناقشة وقف إطلاق النار وإعادة إدارة قطاع غزة، وسط توترات متصاعدة مع إسرائيل بشأن دور أنقرة في المنطقة
إسطنبول – – أفاد مصدر في وزارة الخارجية التركية، أمس الأحد، بأن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان من المتوقع أن يدعو، خلال اجتماع سيعقد غداً الاثنين في إسطنبول، إلى اتخاذ ترتيبات عاجلة لضمان أمن الفلسطينيين وإدارة قطاع غزة بشكل فعّال.
وأوضح المصدر أن وزراء خارجية قطر والسعودية والإمارات والأردن وباكستان وإندونيسيا سيشاركون في الاجتماع، الذي سيبحث مستجدات وقف إطلاق النار والوضع الإنساني في القطاع. وأضاف أن فيدان من المرجح أن يؤكد على أهمية العمل المنسق بين الدول الإسلامية لتطوير وقف إطلاق النار وتحويله إلى سلام دائم.
وكانت الدول المشاركة في محادثات إسطنبول قد حضرت، في سبتمبر الماضي، اجتماعاً مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومنذ تطبيق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة، واجه الاتفاق تحديات متكررة بسبب أعمال عنف، دون حسم قضايا رئيسية مثل نزع سلاح حركة حماس والجدول الزمني لانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
وأشار المصدر إلى أن فيدان قد يوجه خلال الاجتماع اتهامات لإسرائيل بأنها “تختلق ذرائع” لإنهاء وقف إطلاق النار، مؤكدًا على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي موقفاً حازماً تجاه “الأعمال الاستفزازية” الإسرائيلية. كما سيسلط الضوء على أن المساعدات الإنسانية المتدفقة إلى غزة غير كافية، وأن إسرائيل لم تلتزم بالتزاماتها في هذا المجال.
وتدهورت العلاقات بين تركيا وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها منذ بداية الحرب على غزة، في ظل الانتقادات الشديدة التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للهجمات الإسرائيلية على القطاع. وتلعب تركيا دوراً في إقناع حماس بقبول خطة ترامب للسلام، كما أعربت عن استعدادها للمشاركة في فريق عمل دولي لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار.
في المقابل، قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر الأسبوع الماضي إن إسرائيل لن تقبل بوجود قوات مسلحة تركية في غزة وفق الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب
يبقى الاجتماع المزمع عقده في إسطنبول اختباراً حقيقياً لقدرة الدول المشاركة على تحقيق تفاهم مشترك حول إدارة غزة وضمان أمن الفلسطينيين، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إسرائيل حول دور تركيا المحتمل في القطاع. ورغم الطموحات المعلنة، يبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه الاجتماعات والبيانات إلى خطوات ملموسة على الأرض تخفف من معاناة المدنيين وتؤسس لوقف إطلاق نار مستدام.










