هاجم الرئيس دونالد ترامب نتائج الانتخابات الأمريكية الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، فيما فاز الديمقراطيون بمناصب مهمة في نيويورك ونيوجيرسي وفيرجينيا، وسط دعوات لإنهاء تكتيك “الفيلبوستر” في الكونغرس.
هاجم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نتائج عدة انتخابات على منصته الاجتماعية “Truth Social” أمس الثلاثاء قبل الإعلان الرسمي عن فوز الديمقراطيين، مما يعكس سلسلة خسائر لحزبه في أول انتخابات كبرى منذ بدء ولايته الثانية.
في منشورات على وسائل التواصل، زعم ترامب، دون تقديم أي دليل، أن هناك تزويرًا واسع النطاق في تصويت المقترح 50 بكاليفورنيا، وهو مشروع يقوده الديمقراطيون لتعديل خريطة الدوائر الانتخابية للرد على إعادة رسمها من قبل الجمهوريين في تكساس. كما وجه ترامب انتقادات للناخبين اليهود الذين دعموا زهراهن مامداني في نيويورك، وزعم أن تكاليف الطاقة والجريمة سترتفع إذا فاز المرشحون الديمقراطيون بمناصب حكومية في نيوجيرسي وفيرجينيا.
وكتب ترامب على “Truth Social”:
“التصويت غير الدستوري لإعادة رسم الدوائر في كاليفورنيا عملية احتيال ضخمة، وخصوصًا الاقتراع نفسه، فهو مزور بالكامل وتخضع العملية الآن لمراجعة قانونية وجنائية جدية.”
وردت سلطات الانتخابات في كاليفورنيا بأن ادعاءات البيت الأبيض لا أساس لها، ووصف الحاكم الديمقراطي جافين نيوسوم تعليق ترامب بأنه “هذيان رجل عجوز يعلم أنه على وشك الخسارة”. وتم إعلان نجاح المقترح بعد إغلاق صناديق الاقتراع مساء الثلاثاء.
لطالما نشر ترامب ادعاءات غير مثبتة عن تزوير واسع للانتخابات، ومحاولاته الأبرز كانت لإلغاء نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية 2020. وجاءت مزاعمه الأخيرة حول تزوير الانتخابات في كاليفورنيا بعد أيام من إعلان وزارة العدل أنها سترسل مراقبين فدراليين لمراقبة مراكز الاقتراع في كاليفورنيا ونيوجيرسي قبل يوم الانتخابات، وهو ما انتقده الديمقراطيون واعتبروه محاولة من إدارة ترامب لتقليل مشاركة الناخبين.
الانتخابات الأربع التي استهدفها ترامب على وسائل التواصل شهدت فوزًا واضحًا للديمقراطيين، وهي أول ضربة سياسية كبيرة له منذ عودته للبيت الأبيض العام الماضي. فاز أبيجيل سبانبرغر وميكي شيريل بمنصب الحاكم في فيرجينيا ونيوجيرسي على التوالي، مع تحول بعض المقاطعات التي صوتت لترامب في 2024 إلى الديمقراطيين. كما فاز جاي جونز، المندوب السابق للولاية، بمنصب النائب العام لفيرجينيا رغم جدل حول رسائل نصية عنف قد أرسلها قبل سنوات. أما مامداني ففاز برئاسة بلدية نيويورك بمشاركة انتخابية لم تشهدها المدينة منذ 1969.
رد ترامب على النتائج على “Truth Social” مدعيًا أن استطلاعات الرأي أفادت بأن الخسارة جاءت لأن ترامب لم يكن على بطاقة الاقتراع ولأن الحكومة كانت مغلقة. وكتب:
“ترامب لم يكن على بطاقة الاقتراع، والإغلاق هما السببان اللذان أديا إلى خسارة الجمهوريين هذه الليلة، وفقًا للاستطلاعات.”
واستمر ترامب طوال الليل في دعوته الجمهوريين في الكونغرس إلى إنهاء الفيلبوستر والتركيز على إصلاحات الانتخابات، بما في ذلك حماية المحكمة العليا ومنع توسيع عدد الولايات، وكتب:
“أنهوا الفيلبوستر!”
رغم تفسير ترامب للنتائج، اعتبر بعض الجمهوريين أن مؤشرات فوز الديمقراطيين يشكل علامة تحذير، خاصة مع القلق الكبير للناخبين بشأن الاقتصاد، الذي كان أحد أهم عوامل فوز ترامب سابقًا. وقال مارك شورت، رئيس موظفي نائب الرئيس السابق مايك بنس:
“أنتم في ولايات ديمقراطية، ولكن عندما ترى المؤشرات مرتفعة كما هي، يجب أن تنتبهوا لذلك.” وأضاف أنه يتوقع أن يتخذ الجمهوريون موقفًا أكثر إعتدالا في التجارة بدلًا من السياسات الحمائية التي يتبناها ترامب مع اقتراب الانتخابات النصفية.
حتى يوم الثلاثاء، ابتعد ترامب عن الحملة العلنية لصالح الجمهوريين في موسم الانتخابات 2025. في سباق حاكم نيوجيرسي، أجرى ترامب تجمعًا عبر الهاتف لصالح منافس شيريل الجمهوري السابق، جاك سياتاريلي، لكنه لم يزر الولاية شخصيًا. كما لم يدعم ترامب مرشح الحزب الجمهوري لمنصب الحاكم في فيرجينيا، النائب الحاكم وينسوم إيرل-سيرز، بالاسم.
على الرغم من ذلك، جعل ترامب مامداني الهدف الأكبر لحملته ضد الديمقراطيين هذا العام، واصفًا إياه بأنه “أحد أفضل الأمور التي حدثت لحزبنا الجمهوري العظيم”. وقد شن ترامب هجمات على مامداني، العضو في جمعية ولاية نيويورك البالغ من العمر 34 عامًا ويصف نفسه بالاشتراكي الديمقراطي، واصفًا إياه بأنه “شيوعي ومجنون تمامًا”، وزاعمًا أنه قد يعتقله. وفي منشور له يوم الثلاثاء، وصف ترامب مامداني بأنه “مُعادي لليهود مثبت ويعلن عن كراهيته لهم”، وأضاف: “أي شخص يهودي يصوت لمامداني فهو شخص غبي!”
واجه مامداني انتقادات واسعة بسبب مواقفه من إسرائيل، حيث قال إنه لا يجب أن تكون إسرائيل دولة يهودية، وتعرض للنقد لأنه لم يدن فورًا عبارة “تعميم الانتفاضة”، لكنه أكد أنه سيحاول منع استخدامها.
في المقابل، تلقى مامداني دعمًا من الليبراليين اليهود المدافعين عن حقوق الفلسطينيين. وسيصبح زهراهن مامداني، الأمريكي من أصول هندية الذي وُلد في أوغندا، أول مسلم يشغل منصب عمدة نيويورك، المدينة التي تضم أكبر تجمع يهودي ومسلم في الولايات المتحدة، في حين يواجه ترامب تهديدًا سياسياً كبيراً في مسقط رأسه.
وقد هدد الرئيس بمنع تمويل فيدرالي للمدينة، واقترح أن إدارته قد تتولى إدارة المدينة إذا فاز مامداني. كما قام ترامب بخطوة غير مألوفة بدعم المرشح المستقل أندرو م. كومو، حاكم نيويورك السابق خلال ولايته الرئاسية الأولى، بدلًا من مرشح الحزب الجمهوري للبلدية، كورتيس سليوا، بحجة أن التصويت لسليوا سيكون في الواقع تصويتًا لمامداني.










