.قال مصدران بجبهة إبراهيم منير ، إحدى الجبهتين المتنازعتين على قيادة جماعة ” الإخوان المسلمون ” ، أن الخلافات تزايدت مؤخرا بين القياديين الأبرز بالجبهة حلمي الجزار و أسامة سليمان
و بحسب المعلومات التي حصل عليها ” المنشر ” فإن أسباب الخلاف بين الرجلين قديمة و تعود لما بعد خروج الجزار من السجن في مصر عام 2014
و حول أسباب الخلاف بين سليمان و الجزار ، أكد المصدران أنها راجعة بشكل رئيسي لتباين رؤيتي الرجلين في إدارة الأزمة الأخيرة التي تمر بها الجماعة منذ يوليو 2021 ، و التي أسفرت عن أكبر انشقاق في تاريخها أدى لوجود جبهتين كل منهما تدعي قيادة التنظيم ، إحداها بقيادة محمود حسين ، الأمين العام السابق للإخوان ، و الأخرى بقيادة إبراهيم منير ، القائم بأعمال المرشد
ففي حين يرى حلمي الجزار ضرورة تراجع الإخوان خطوات للوراء بحثا عن حل لأزمة معتقلي الجماعة في سجون النظام المصري ، و الانسحاب لفترة من العمل العام ، يرى أسامة سليمان أن توجهات الجزار سوف تؤدي لنهاية التنظيم
.
غير أن المصدرين أكدا أن هذا الخلاف ليس الوحيد بين الجزار وسليمان ، إذ إن الأخير يسعى للانفراد بقيادة جبهة منير ، الذي توقف تقريبا عن حضور اجتماعات المكتب السياسي للجبهة ، بسبب ظروف السن .
و أضاف المصدران أن أسامة سليمان مدعوم بشكل رئيسي من ” عبدالرحمن أبودية ” الشهير بـ ” أبو عامر ” ، و هو رجل أعمال فلسطيني يقيم في لندن ، و هو الممول الرئيسي لجبهة منير ، كما أنه الممول لكل الأنشطة الإعلامية القريبة من الجبهة مثل قناة ” مكملين ” و شبكة ” رصد ” و موقع ” عربي 21 ” .
و ذكر المصدران اللذان يقيمان في كل من قطر و لندن ، أن دعم أبو عامر لأسامة سليمان جعله أقوى حتى من إبراهيم منير ، لدرجة أنه أعلن اختلافه معه بعد تصريحاته التي أدلى بها لوكالة رويترز للأنباء في يوليو الماضي ، و قال فيها إن ” الإخوان ” لن تخوض صراعا جديدا على السلطة مع النظام المصري .
و يرى مصدرا ” المنشر ” أن الخلافات الحالية بين حلمي الجزار و أسامة سليمان قد تؤدي في نهاية المطاف لانشقاق جديد يشطر جبهة منير إلى مجموعتين .
إلى ذلك ، علم ” المنشر ” أن أسامة سليمان جمد عمله كمتحدث إعلامي باسم جبهة منير و بات يرفض الظهور الإعلامي كنوع من الضغط على كل من الجزار و القائم بأعمال المرشد .
كانت جماعة ” الإخوان المسلمون ” قد شهدت عدة خلافات كبيرة في قمة قيادتها طوال الفترة الممتدة من 2013 ، بعد خروج الجماعة من السلطة في مصر بانقلاب عسكري أعقب مظاهرات خرجت في 30 يونيو من العام نفسه ضد حكم الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للجماعة .
أبرز تلك الخلافات خلافان وقع أولهما في العام 2016 أسفر عن انشقاق كبير تشكل على إثره ما عرف بـ ” المكتب العام ” في مقابل القيادة التاريخية للجماعة .
وقتها عرف المكتب العام ايضا بـ ” القيادة الشبابية ” للإخوان و التي كانت تدين بالولاء لمحمد كمال ، القيادي الإخواني الذي قتل على يد قوات الأمن في تشرين الأول / أكتوبر 2016 .
ثم وقع الانشقاق الأكبر في تاريخ الإخوان في يوليو 2021 عندما اتخذ إبراهيم منير ، بصفته رئيسا للهيئة الإدارية العليا للجماعة وقتها و قائما بأعمال مرشدها ، قرارا بحل المكتب الإداري للتنظيم و مجلس الشورى التابع له في تركيا و إجراء انتخابات جديدة .
أثار قرار منير غضب عدد من القيادات الإخوانية على رأسها محمود حسين الأمين العام السابق للجماعة ، و الذي أعلن رفضه له ، الامر الذي تسبب في وجود جبهتين تتصارعان على قيادة التنظيم بقيادة كل من حسين و منير .