المنشر – وكالات
طغت اللقاءات الثنائية البارزة التي جرت بين الزعماء على هامش مؤتمر “التفاعل وتدابير بناء الثقة في آسيا” (سيكا) على القمة نفسها التي تبحث تعزيز التعاون وترسيخ السلام والحوار بين دول آسيا، في مؤت
يأتي عقب أسابيع قليلة من “قمة شنغهاي”، وهو ما يبرز الحراك المتصاعد في القارة الآسيوية التي تضم دولاً كبرى تسعى لإبراز نفوذها وقوتها في ظل المراجعات العميقة التي تشهدها التحالفات الدولية وموازين القوى عقب الحرب المتصاعدة بين روسيا وأوكرانيا
وانعقدت الدورة السادسة من المؤتمر في العاصمة الكازاخية أستانة بمشاركة زعماء روسيا وتركيا وقطر وإيران وفلسطين والعراق وأذربيجان وغيرها، وبحضور صيني وباكستاني بارز أيضاً، وممثلين عن كافة الدول الـ27 الأعضاء، حيث جرت مناقشة مخططات تحويل المؤتمر الذي بدأ تأسيسه منذ نحو 30 عاماً إلى “منظمة دولية”، تضم معظم الدول الآسيوية.
وعلى هامش القمة، جرى لقاء ثنائي بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان، حيث ركز على بحث تمديد العمل باتفاق الحبوب ومساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار واستئناف مباحثات السلام حول الحرب في أوكرانيا، إلى جانب طرح خطط استراتيجية جديدة تتعلق باستعداد روسيا لتزويد أوروبا بالغاز من خلال إنشاء محطات تخزين ضخمة في تركيا، في مقترح لاقى قبولاً واسعاً من الجانب التركي.
اردوغان الذي شدد على ضرورة مواصلة العمل باتفاقية إسطنبول لنقل الحبوب من أوكرانيا إلى العالم، أشار إلى ضرورة نقل الحبوب والأسمدة إلى “البلدان الأقل نمواً”، منتقداً نقل الحبوب إلى الدول الغنية بالقول: “علينا أن نعتني بالفقراء وخاصة البلدان الفقيرة في هذه المرحلة أكثر من الدول المتقدمة، وأعتقد أن القيام بذلك سيقلب الكثير من التوازنات في العالم”.
من جهته، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن تركيا “أثبتت أنها الطريق الأكثر موثوقية لتزويد الاتحاد الأوروبي بالغاز”، وبينما أشار بوتين إلى استمرار نقل الغاز الطبيعي والهيدروكربون من روسيا باتجاه تركيا “دون قصور”، قال: “نشحن الغاز إلى الدول الأوروبية عبر تركيا، التي أثبتت أنه يمكنها أن تكون الطريق الأكثر موثوقية لتوريد الغاز إلى الاتحاد الأوروبي”.
وأبدى بوتين استعداد بلاده لإنشاء مركز توزيع للغاز الطبيعي في تركيا، مضيفا: “هذا المركز يمكن أن يكون منصة ليس فقط لنقل الغاز ولكن لتحديد السعر أيضا، لأن قضية التسعير مهمة للغاية، نستطيع أن نضبط الأسعار على مستوى السوق دون تسييس”، وهو مقترح لاقى ترحيباً من تركيا التي تسعى لأن تتحول تدريجياً إلى “ممر استراتيجي” لعبور الطاقة من البحر الأسود وشرق المتوسط إلى أوروبا.
في سياق آخر، أجرى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مباحثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، تناولت “سبل تعزيز العلاقات الثنائية بالإضافة إلى تطورات المنطقة”.
وحسب بيان الديوان الأميري القطري، تم استعراض “العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف مجالات التعاون، بالإضافة إلى مناقشة عدد من القضايا والمستجدات ذات الاهتمام المشترك إقليميا ودوليا، خاصة آخر التطورات في المنطقة”، كما تبادلا الآراء حول “القضايا والموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة، وسبل تعزيز التعاون والتكامل بين دول آسيا، بما يخدم الأمن والسلام ويحقق التنمية المستدامة فيها”.
من جهته، أجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس سلسلة لقاءات مع الزعماء المشاركين في القمة لبحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، حيث التقى الرئيس الروسي وأمير قطر والرئيس الكازاخي.
وحسب الوكالة الرسمية الفلسطينية أطلع عباس الزعماء على “انتهاكات إسرائيل المستمرة بحق الفلسطينيين”، ومن استهداف متواصل بحق “الشعب وأرضه ومقدساته وتواصل الاستيطان وأعمال الهدم والقتل”، مشيداً بموقف قطر الداعم للشعب الفلسطيني.
وفي كلمته أمام القمة، قال عباس إن بلاده لن تلتزم وحدها بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وستراجع العلاقة معها، مضيفاً: “لن نقبل باستمرار الوضع الراهن، ولن نبقى الوحيدين الملتزمين بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل، وسنراجع مجمل علاقتنا معها، كما وسنطالبها بالاعتذار والتعويض على ما ارتكبته من مجازر وتدمير بحق الشعب الفلسطيني”، داعياً إلى “حشد الدعم الدولي لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، ودعم المساعي الفلسطينية الرامية للحصول على الاعتراف بدولة فلسطين”.