قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا، إن شركة “توتال إنرجي” ستبدأ عملها بالكشف وتحديد نوعية النفط الموجود في الحقل اللبناني بعد انتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين بيروت وإسرائيل.
تصريح الوزيرة الفرنسية جاء خلال لقائها مع الرئيس اللبناني ميشال عون، الجمعة، في قصر الرئاسة شرق بيروت، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وأضافت كولونا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طلب منها “نقل تهانيه لانتهاء مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية، والتشديد على الصداقة التي تربط البلدين والشعبين”.
وأعربت عن أملها في أن يتمكن اللبنانيون من تجاوز الظروف الصعبة، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية وإقرار الإصلاحات الضرورية للنهوض الاقتصادي.
وذكرت أن “إجراء الإصلاحات اللازمة واحترام المواعيد الدستورية سيكون بمثابة رسالة إيجابية للدول التي تعاني بدورها من أزمات باتت معروفة، كي تبدأ في المبادرة للمساعدة”.
من جهته، أكد الرئيس عون على أن موافقة لبنان على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية “تشكل مدخلاً لمواجهة الأزمة الاقتصادية والمالية وللنهوض الاقتصادي وإعادة الإعمار”.
وطلب عون مساعدة فرنسا في موضوع إعادة اللاجئين السوريين الموجودين في بلاده، مجدداً رفض بيروت القاطع لدمجهم في المجتمع اللبناني.
وبحسب تقديرات لبنان يبلغ عدد اللاجئين السوريين لديه 1.8 مليوناً، منهم نحو 880 ألفا فقط مسجلون لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كما يحتضن لبنان حوالي 200 ألف لاجئ فلسطيني.
وفي الآونة الأخيرة، وضعت الحكومة اللبنانية خطة لإعادة 15 ألف لاجئ إلى سوريا شهريًا، إلا أن الخطة تصطدم برفض الأمم المتحدة التي ترى أن الأمن في البلد العربي لم يستتبّ بعد، وتطلب من بيروت التريّث في الوقت الراهن.
وفي وقت لاحق، التقت الوزير الفرنسية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مقر مجلس الوزراء وسط بيروت، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، في مقره (منزله) غرب العاصمة اللبنانية.
ووصلت كولونا إلى بيروت في وقت سابق من صباح الجمعة، في زيارة ليوم واحد التقت خلاله المسؤولين اللبنانيين.
والخميس أعلن الرئيس اللبناني موافقة بلاده على اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل بعد التشاور مع رئيسي مجلس النواب والحكومة.
والثلاثاء، أعلنت الرئاسة في بيان أن الصيغة النهائية للعرض الأمريكي بشأن اتفاق ترسيم الحدود البحرية “مُرضية للبنان وتلبّي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية”، فيما وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد الاتفاق بـ”التاريخي”.
وخاض البلدان مفاوضات غير مباشرة استمرّت عامين بوساطة أمريكية حول ترسيم الحدود في منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي بالبحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كم مربعًا.