قالت السلطات الأوكرانية إن قصفا صاروخيا استهدف محيط العاصمة كييف صباح اليوم السبت، في المقابل قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنه لا يريد تدمير أوكرانيا، محذرا من أي تدخل عسكري مباشر لحلف شمال الأطلسي .
وأعلن الحاكم العسكري لمنطقة العاصمة الأوكرانية كييف أن بلدة في المنطقة تدعى “زاباروجيا” قد تعرضت لقصف صاروخي صباح اليوم السبت. وقال إن قوات الدفاع المدني توجهت إلى المكان المستهدف، وإنه لا يوجد ضحايا في هذه المرحلة، وإن الخدمات العامة لم تتأثر.
وفى الوقت نفسه، أصابت أكثر من 50 قذيفة من العديد من قاذفات الصواريخ والمدفعية الثقيلة منطقة “نيكوبول” في المنطقة نفسها، مما أدى لإصابة شخصين على الأقل.
وفي مدينة باخموت شرق دونيتسك، أفادت مصادر محلية بأن المدينة تعرّضت لقصف عنيف مجددا من القوات الروسية. وقالت المصادر إن المعارك تجددت على حدود المدينة، وإن القوات الروسية بعثت بتعزيزات عسكرية إلى المكان بعد شنّ هجوم عليها من محاور عدة.
من جهة أخرى، أفادت مصادر إعلامية وعسكرية روسية ببدء انسحاب القوات الأوكرانية من منطقة باخموت جراء الهجوم الذي تشنّه القوات الروسية على هذا المحور.
وفي مقاطعة خيرسون، دعت السلطات المحلية الموالية لروسيا في خيرسون السكان إلى مغادرتها باتجاه المناطق والأقاليم والمقاطعات الروسية الآمنة، بما يسمح للقوات الروسية بالمناورة خلال ما وصفتها بعملية تطهير المنطقة من القوات الأوكرانية.
وقالت وكالة أنباء تاس الروسية إن من المتوقع أن يبدأ أفراد تم إجلاؤهم من منطقة خيرسون في الوصول إلى روسيا، في وقت أعلنت فيه كييف استعادة أكثر من 600 منطقة خلال شهر من هجومها المضاد شرق البلاد وجنوبها.
في المقابل، قال المجلس الإقليمي الأوكراني لمقاطعة خيرسون إن ما تسميه السلطات الموالية لروسيا بإخلاء ليس سوى عملية ترحيل للسكان المتعاونين معها، وأضاف المجلس الإقليمي الأوكراني أن دعوة المغادرة تقتصر فقط على من وصفتهم بالمتواطئين مع موسكو.
ورغم تأكيد روسيا أن هذه الخطوة جاءت لإتاحة المجال أمام قواتها لطرد القوات الأوكرانية التي حققت تقدما لافتا في خيرسون خلال الأيام الماضية، فإن دعوة السلطات المحلية في خيرسون سكان المقاطعة إلى مغادرتها أثارت تساؤلات بشأن قدرة الجيش الروسي على حماية المناطق التي ضمتها موسكو إليها أواخر سبتمبر/أيلول الماضي.
سياسيا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه لا يوجد داع لشن ضربات مكثفة على العاصمة كييف، مشددا على أنه لم يضع ضمن أهدافه أي خطة لتدمير أوكرانيا.
وأردفا “ليست لدينا النية في تكرار الضربات على كييف، ولكن لدينا مجموعة من الأهداف في 25 منطقة، نحن لم نحدد جميع الأهداف لغاية الآن ولكن سنحددها وندمرها”.
كما حذر الرئيس الروسي من تدخل عسكري مباشر لحلف الناتو في حرب أوكرانيا، واصفا هذا السيناريو في حال حدوثه بأنه ضرب من الجنون.
وأضاف أن الصدام المباشر بين الناتو والجيش الروسي خطوة خطيرة للغاية، ستؤدي إلى كارثة عالمية، يجب أن تكون مجنونا حتى تقوم بخطوة من هذا النوع، وآمل أن يكونوا أذكياء بما يكفي لعدم تحملها.
ووفقا للرئيس الروسي، فإنه يجب أن تنتهي التعبئة العسكرية الجزئية الخاصة بأوكرانيا خلال أسبوعين، لأن خط المواجهة طويل للغاية لدرجة يصعب معها على جنود الجيش الدفاع عنه.
من جانبه، قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن حلف الناتو كان قادرا على منع وقوع النزاع في أوكرانيا، لكنه دفع كييف نحو التصعيد مع موسكو.
وأضاف أن الناتو مستمر بالتصعيد في الأزمة الأوكرانية ويرفع من حجم المخاطرة، مشددا على أن الحلف انهزم فعليا في أوكرانيا نتيجة فشل مشروعه المعادي لروسيا.
و في سياق ذي صلة ، أشادت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإعادة أوكرانيا الكهرباء لمحطة زاباروجيا للطاقة النووية.
وأوضحت الوكالة نقلا عن مسؤولين في موقع المحطة النووية، الكبرى في أوروبا والتي تسيطر عليها القوات الروسية، قولهم إن المحطة تم إيصالها مجددا بخط الطاقة الاحتياطية.
كما تم استخدام 7 شاحنات وقود لتجديد إمددات وقود الديزل بالقرب من بلدة إنريهودار، بمعنى أن مولدات المحطة بإمكانها تبريد المفاعلات لمدة 10 أيام في حالات الطوارئ.
وأكدت وكالة الطاقة الذرية أن 5 شاحنات جاءت من مدينة زاباروجيا عاصمة المحافظة، واثنتين من أراض أوكرانية تسيطر عليها القوات الروسية.
واضطرت المحطة إلى العمل عبر المولدات مرتين خلال الأيام الماضية بعد تعطل كل من إمدادات الطاقة الخارجية الرئيسية، وخط الطاقة الاحتياطية.
وأضاف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن كل المفاعلات الستة متوقفة حاليا عن العمل، لكن العاملين بالمحطة يستعدون الآن لإعادة تشغيل مفاعلين.
من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف أن بلاده ستتسلم من الولايات المتحدة منظومات “ناسامز” (NASAMS) الصاروخية المضادة للطائرات خلال الشهر الجاري.
وأشار الوزير ريزنيكوف إلى أن العسكريين الأوكرانيين يتدربون على هذه المنظومات في الوقت الراهن.
وفي وقت سابق، أعلنت وزارتا الخارجية والدفاع الأميركيتان أمس الجمعة أن واشنطن سترسل مساعدة عسكرية إضافية بقيمة 725 مليون دولار إلى أوكرانيا.
وقال وزير الخارجية أنتوني بلينكن -في بيان- إن المساعدة تأتي “في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية الوحشية على المدنيين في جميع أنحاء أوكرانيا، والأدلة المتزايدة على الفظائع التي ترتكبها القوات الروسية”.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) -في بيان منفصل- أن هذه الحزمة الأحدث من المساعدات تتضمن المزيد من الذخائر لمنظومة راجمات الصواريخ “هيمارس” (HIMARS).
وترفع هذه المساعدة قيمة إجمالي المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا إلى 18.3 مليار دولار، منذ تسلم إدارة الرئيس جو بايدن السلطة.
وتشمل الحزمة الجديدة أيضا أسلحة مضادة للدبابات وصواريخ “هارم” (HARM) المضادة للإشعاعات والرادارات ومركبات عسكرية ومعدات طبية، وفق البنتاغون.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه اتفق مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان -في اتصال هاتفي- على التعاون في ملف الأسرى، وتقديم مساعدات مالية لأوكرانيا.
وأضاف الرئيس الأوكراني -في تغريدة- أنه شكر ولي العهد السعودي على دعم وحدة أراضي أوكرانيا.
من جهتها، قالت وكالة الأنباء السعودية إن المملكة ستقدم مساعدات إنسانية لأوكرانيا تبلغ قيمتها 400 مليون دولار، وأضافت أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأوكراني زيلينسكي أمس الجمعة.
وأوضحت الوكالة أن محمد بن سلمان أبدى استعداد المملكة لمواصلة جهود الوساطة، ودعم كل ما يسهم في خفض التصعيد.
وفي سياق متصل، صرح مسؤول ليتواني كبير في واشنطن أمس الجمعة بأن الولايات المتحدة ستبقي حتى مطلع 2026 على الأقل على كتيبة مدرعة متمركزة منذ 2019 في ليتوانيا، مشيرًا إلى التهديد المستمر الذي تمثله روسيا.
وتتمركز الكتيبة في بلدة بابراد القريبة من الحدود مع بيلاروسيا.
وفي بيان، رحب وزير الدفاع الليتواني أرفيداس أنوساوسكاس في ختام اجتماع في بروكسل مع نظيره الأميركي لويد أوستن، بـ”استمرار هذا الوجود العسكري الأميركي في ليتوانيا”.
بدوره، أعلن حلف شمال الأطلسي أمس الجمعة أنه سيبدأ تدريبه النووي السنوي “ستيدفاست نون” بعد غد الاثنين، مع مشاركة نحو 60 طائرة في طلعات تدريبية فوق بلجيكا وبحر الشمال وبريطانيا للتدريب على استخدام القنابل النووية الأميركية الموجودة في أوروبا.
وتجري التدريبات النووية، التي لا تتضمن استخدام أي قنابل حية، وسط التوتر المتصاعد بعد تكرار تهديدات روسيا بشن هجمات نووية على أوكرانيا عقب انتكاسات ضخمة في ساحة الحرب الأوكرانية.
ومن المرجح أن تتزامن تدريبات حلف الناتو مع تدريبات نووية سنوية لموسكو تُسمى “جروم”، وعادة ما تُجرى في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الحالي، وتختبر فيها روسيا قاذفاتها وغواصاتها وصواريخها ذات القدرة النووية.
( المنشر – وكالات )