اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس الجمعة وسط مدينة جنين وداهمت عدة مبان فيما نشرت قناصتها على أسطحها. واندلعت مواجهات مع الشبان الفلسطينيين أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي، ما أدى إلى استشهاد الشاب صلاح بريكي (19 عاما) وإصابة عدد من المواطنين، جروح أحدهم خطيرة.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب براء كفاح علاونة بعد اقتحام منزله في جنين. وأقدمت على تحطيم عدد من الدراجات النارية، إضافة إلى تدمير النصب التذكاري للشهيد محمد زكارنة في الحي الشرقي، بينما اندلعت مواجهات بالقرب من حاجز الجلمة، شمال شرق جنين.
في نابلس، أصيب مواطنان بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وآخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع جيش الاحتلال الإسرائيلي فعالية لكسر الحصار عند حاجز بيت فوريك شرق نابلس. وأفاد شهود عيان ومصادر طبية بأن شابين أصيبا بالرصاص المعدني، فيما أصيب آخرون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع وذلك بعد أن أدى المواطنون صلاة الجمعة عند حاجزي حوارة جنوب نابلس وبيت فوريك شرقها، وعلى مفرق دير شرف المغلق بالسواتر الترابية، ضمن فعاليات لكسر الحصار المفروض على نابلس منذ أحد عشر يوما.
في القدس أدى عشرات الآلاف صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، رغم التشديدات والقيود التي فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في محيط البلدة القديمة والمسجد المبارك. وأفاد مرابطون بأن قوات الاحتلال كثفت من انتشارها في شوارع المدينة المقدسة ومحيط المسجد الأقصى، وتمركزت عند بواباته، وأوقفت المصلين ودققت في بطاقاتهم الشخصية، وفرضت التضيق على الأهالي الوافدين. ورفع شبان مقدسيون رايات مجموعة “عرين الأسود” في أكثر من مكان في ساحات المسجد الأقصى كما ألصقوا صورا للشهداء بينهم عدي التميمي على الأعمدة.
وفي غزة نظمت حركة حماس مسيرة كبيرة انطلقت من عدة مساجد عقب صلاة الظهر تضامناً مع المسجد الأقصى ورفضاً للاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وهتف خلالها المشاركون بشعارات تنادي بتصعيد المقاومة والرد على الاحتلال، وهم يرفعون صورا للشهيد التميمي ورايات حماس الخضر. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي، في كلمة له، إن “المعركة من أجل مدينة القدس والأقصى مفتوحة وشاملة على كل ساحات التواجد الفلسطيني”. وألقت والدة الشهيد إبراهيم النابلسي كلمة عبر الهاتف، دعت فيها أمهات الشهداء إلى الصبر واحتساب أبنائهن فداء للأقصى، وقالت إن دماء الشهداء “لن تذهب هدرا، وستكون ثمن النصر على المحتل”.
في هذه الأثناء شيّعت جماهير غفيرة غاضبة من محافظة جنين، جثمان الشهيد الشاب صلاح عبد الرحيم “بريكي” إلى مثواه الأخير في مقبرة الشهداء بمخيم جنين. وكان بريكي استشهد متأثرا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الحي في الرقبة، خلال اقتحامها مدينة جنين، فجر أمس. وردد المشيّعون الشعارات المنددة بعدوان الاحتلال المتواصل على محافظة جنين، مطالبين المجتمع الدولي بالتدخل ومحاسبة الاحتلال على جرائمه.
( المنشر – وكالات )