تسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت على محافظة إدلب شمالي سوريا، بغرق العديد من خيام النازحين وبإلحاق أضرار بمقتنياته وتشريد المئات منهم في العراء. وأدت السيول لأضرار مادية كبيرة
وتركّزت العاصفة المطرية على مدينة إدلب وريفها، وكان النصيب الأكبر لمنطقة سهل الروج في ريف إدلب الغربي، حيث استجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ مساء الخميس حتى صباح الجمعة لسبعة مخيمات.
وحسب مصادر محلية، فإن أكثر من 9 مخيمات في منطقة سهل الروج ضربتها مياه السيول والفيضانات، ما أدى إلى تضرر الخيام ونزوح أهلها، فضلاً عن انقطاع الطرق داخل المخيمات وصعوبة تصريف المياه نتيجة غياب الصرف في مجمل المخيمات. مدير منظمة “منسقو استجابة سوريا” الدكتور محمد حلاج قال في تصريح لـ”القدس العربي” إن العاصفة المطرية التي ضربت مناطق شمال غربي سوريا أثرت على مخيمات النازحين في المنطقة حيث تضرر أكثر من ثلاثة آلاف نسمة، بينما أصبح أكثر من 400 منهم بدون مأوى بعد دمار الخيام. وقال النازح خالد أحمد، لمراسل الأناضول، إن مياه الأمطار داهمت خيام 60 عائلة في مخيم “الحاج خالد”، مشيراً إلى أن المقتنيات كافة غمرتها المياه. وأضاف أحمد أن مستوى مياه الأمطار بلغ نحو متر، ما اضطرهم لحفر قناة في المخيم لتصريفها، مشيراً إلى أنهم طلبوا المساعدة من طواقم الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء). من جهتها أوضحت النازحة مريم حمود، للأناضول “لم نعش في حياتنا ليلة كهذه، لدي طفلان معاقان لا يمكنهما المشي، كل أشيائنا وطعامنا غرقت في المياه والطين”.
وقال أحمد حسين، أحد سكان المخيم، إن المياه داهمت خيمته فتأذى أخوة له صغار وغرق كل شيء في الخيمة. والخميس، قال “منسقو استجابة سوريا” ( منظمة محلية) في بيان، إن آلاف الأسر في المنطقة تستقبل فصل الشتاء بحالة فقر وعوز، وسط توقعات بتدني درجات الحرارة بشكل كبير خلال الفترة المقبلة.
واتهم حلاج المنظمات العاملة في المنطقة، بعدم الواقعية لجهة تنفيذ مشاريع في المخيمات، مع تسجيل تلك الأضرار. واعتبر بيان “منسقو استجابة سوريا” ، أن ضعف أعمال الاستجابة الإنسانية على الصعيد الدولي والمحلي على حد سواء يزيد من الأوضاع الكارثية التي يعيشها المهجرون في المخيمات، مشيراً إلى أن الآثار التي ستخلفها السيول هذا الشتاء ستكون كارثية ومختلفة عن الأعوام السابقة بسبب تفشي مرض الكوليرا، كما سيكون لهذه السيول دور كبير في تزايد تفشي المرض في المخيمات التي تفتقد للحد الأدنى من مقومات الحياة وتفتقد لمصادر نظيفة لمياه الشرب.
كما بينت منظمة الخوذ البيضاء، أن المجتمع الدولي مطالب بإيجاد حل جذري للمأساة السورية وعدم الاكتفاء بالتعامل مع معالجة بعض النتائج الكارثية للتهجير دون إنهاء المشكلة ومحاسبة النظام على جرائمه. ويعيش أكثر من 1.5 مليون مدني هجرتهم قوات النظامين السوري والروسي من بيوتهم، في مخيمات على الشريط الحدودي مع تركيا في ريفي إدلب وحلب، وتفتقد هذه المخيمات للبنية التحتية الأساسية
( المنشر – وكالات )