( المنشر – خاص )
تتصاعد الأحداث و الصراعات داخل جماعة ” الإخوان المسلمون ” منذ وفاة نائب المرشد العام لها ، إبراهيم منير في الرابع من نوفمبر الجاري في لندن عن 85 عاما.
و منذ وفاة منير ، تبحث مجموعته عن قائد يخلفه في منصب القائم بأعمال المرشد ، و جبهة منير هي إحدى الجبهتين المتنازعتين على قيادة الإخوان ، و تتنافس مع جبهة الأمين العام السابق للجماعة ” محمود حسين ” المقيم بتركيا .
فراغ منصب القائم بأعمال المرشد بوفاة منير أغرى ” حسين ” بشغله ، فأعلن نفسه قائما بالأعمال ، في 17 نوفمبر الجاري ، و هو ما أغضب جبهة منير .
بالتزامن مع قرار حسين القفز على منصب القائم بالأعمال ، كانت جبهة منير تعقد اجتماعات في اسطنبول بتركيا ، بغرض اختيار خليفة لقائدها الراحل ، و كانت المشكلة الأبرز التي تواجهها هي خلو الجبهة من الشخصيات ذات الثقل ، المؤهلة لخلافته .
قيادي بارز بجبهة منير قال لـ ” المنشر ” : الأستاذ منير كان قامة كبيرة بحكم سبقه في دعوة الإخوان و سجنه في زمن عبدالناصر و سنه الكبير و شخصيته التي كانت قادرة على احتواء الجميع ، و علاقاته الدولية ، لذا من الصعب العثور على خليفة له يملأ الفراغ الذي حدث بوفاته .
و بحسب معلومات ” المنشر ” فإن جبهة منير كانت تشهد خلافات واسعة على خلافته بين كل كل من ” محيي الزايط ” و ” حلمي الجزار ” ، إلا أن هذا الصراع حسم خلال الأيام الماضية و لن يكون أي منهما خليفة لقائد الجبهة المتوفى .
و كانت جبهة منير قد اتفقت فور وفاته في اجتماع كبير ضم ممثليها في دول العالم ، على أن يقوم الزايط بتسيير أمور الجماعة لمدة شهر يتم خلاله انتخاب خليفة لنائب المرشد و القائم بأعماله .
و عقدت الجبهة عدة اجتماعات بعدد من فنادق اسطنبول ، حضرها ممثلون من الإخوان التابعين لها و المنتمين لدول عدة منها الهند و الجزائر و ماليزيا و قطر ، إلا أن نفس المشكلة واجهتهم ، و هي عدم وجود شخصيات تصلح لخلافة منير .
بسبب ذلك ، عرض المنصب على القيادي بالجبهة ” محمد البحيري ” و الذي وافق في البداية لكنه عاد و اعتذر ، بعدما تلقى نصائح من مقربين منه بأن يستمر في أدواره التي يمارسها في الظل حيث أنه أحد كبار المشرفين على الملف المالي للجبهة و يدير محافظ مالية كبيرة في عدة دول بالعالم .
بعد اعتذار البحيري تم ترشيح ” محمد الدسوقي ” و هو أستاذ طب مصري كان مقيما لفترة في السعودية ، لكن لم يتم التوافق حتى الآن على من يخلف منير في منصبه .
في السياق نفسه ذكر مصدر بجبهة منير لـ ” المنشر ” أن رموزها يعيشون الآن حالة حيرة كبيرة بسبب فراغ منصب القائم بأعمال المرشد ، و استمرار هذا الفراغ و لو لبعض الوقت من شأنه أن يعزز سطوة محمود حسين و الأمر الواقع الذي يسعى لفرضه من خلال تعيين نفسه قائما بأعمال المرشد .
في الوقت نفسه – يواصل المصدر – فإن الإسراع بإعلان اسم خليفة منير ، الذي لم يتم حسمه حتى الآن ، سوف يعطي انطباعا بأن الجبهة مرتبكة بسبب قرار حسين !