كشف موقع “مغرب إنتليجنس” الاستخباراتي الفرنسي، عن تقدم الأردن بوساطة لاستئناف العلاقات بين الجارتين المغاربيتين، الجزائر والمغرب، في ظل أزمات سياسية ودبلوماسية متكررة.
وذكر الموقع الاستخباري الفرنسي أن الملك الأردني عبد الله الثاني استغل زيارته إلى الجزائر يومي 3 و4 ديسمبر الجاري لمحاولة إقناع القادة الجزائريين بقبول وساطة جديدة مع المغرب.
وذكر الموقع نقلا عن مصادر ، أن “العاهل الأردني حاول إقناع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون بقبول عرض إعادة إطلاق الحوار مع الجار المغرب من أجل إنهاء حرب دبلوماسية وسياسية تقلق بشدة كل الفاعلين في العالم”.
وفي 24 أغسطس 2021، أعلنت الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، لترد الرباط في اليوم التالي بالإعراب عن أسفها للقرار الجزائري.
وحسب مغرب إنتليجنس، اقترح الملك عبد الله الثاني خارطة طريق تتكشف على مراحل عدة، حيث يفضل الأردن البدء بالجانب الاقتصادي للحصول على كبح التوتر في العلاقات الجزائرية المغربية.
وأشار الموقع الفرنسي إلى أن العاهل الأردني أصر على ضرورة إعادة تشغيل خط أنابيب الغاز المغاربي الأوروبي الذي دفنه النظام الجزائري نهاية أكتوبر 2021.
وانتهى عقد العمل المبرم بين الجزائر والمغرب، لنقل الغاز الجزائري، عبر الأراضي المغربية، إلى إسبانيا، في منتصف ليل 31 أكتوبر2021
وكان وزير خارجية الجزائر، رمطان لعمامرة، قد أعلن قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، في أغسطس الماضي متهما الرباط بالقيام بـ”أعمال عدائية”.
وتهدف مبادرة الأردن إلى إقناع الجزائر برفع الحظر عن صادرات الغاز الطبيعي نحو إسبانيا عبر المغرب، وفقا لـ”مغرب إنتليجنس”.
وأشار الموقع إلى أنه “على المغاربة استئناف مسيرة التعاون الاقتصادي مع الجزائر مع الاستفادة من بعض الامتيازات مثل الأسعار التفضيلية المرتبطة بمرور الغاز الطبيعي عبر التراب المغربي”.
في المقابل، يمكن للجزائر أن تستعيد ريادتها في سوق الغاز في شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب أوروبا حيث تعمل قطر والولايات المتحدة على استبدالها بصادراتها من الغاز الطبيعي المسال، بحسب “مغرب إنتيليجنس”.
ولفت الموقع الفرنسي إلى أن الملك الأردني اقترح إجراء محادثات صريحة ومباشرة بين الجزائر والمغرب وإسبانيا بشأن الخلافات المتعلقة بنزاع الصحراء.
و منذ عقود، تشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترا بسبب قضية الصحراء الغربية على وجه الخصوص، كما أن الحدود بين الجارتين مغلقة منذ عام 1994.
وحسب “مغرب إنتليجنس”، تهدف هذه الوساطة الأردنية إلى الإسراع باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الجزائر والمغرب.
وأوضح الموقع الاستخباري أن هذه الوساطة الأردنية لم يتحمس لها النظام الجزائري، حيث وضع مطالب صارمة للغاية لمناقشة أي استئناف للعلاقات الثنائية.
( المنشر – وكالات )