( المنشر – خاص )
حصل ” المنشر ” على تفاصيل حصرية حول مساعي جماعة الإخوان المسلمين لطلب الصلح مع النظام المصري ، منذ أواخر عام 2020 .
ففي سبتمبر 2020 أعلن نائب المرشد السابق إبراهيم منير ، و الذي توفي في 4 نوفمبر الماضي ، إنهاء مهام الدكتور محمود حسين ، كأمين عام للجماعة ، و تشكيل لجنة لإدارة شؤونها لحين إجراء انتخابات لاختيار أعضاء لقيادة الإخوان المصريين خارج مصر ، و من لحظتها انبثق الخلاف الذي شق ” الإخوان ” لجبهتين كل منهما تحمل اسم أحد الرجلين : إبراهيم منير و محمود حسين .
و منذ اللحظات الأولى للانشقاق الكبير في صفوف الإخوان سعت جبهة منير لعقد صلح مع النظام المصري الحاكم ، عبر عدة قنوات و وسطاء .
كانت القناة الأولى هي حركة حماس ، التي نقلت عدة رسائل من جبهة منير للنظام المصري غير أن السلطة في مصر ردت على وساطة الحركة بأن ملف الصلح مع الإخوان ليس أولوية خلال الفترة الحالية ، بحسب تصريح لـ ” المنشر ” من أحد قيادات الحركة الذين يزورون مصر للتنسيق مع الأجهزة المصرية .
و قال القيادي الحمساوي ” رد النظام المصري وقتها بأنه ليس من أولوياتنا هذه الفترة بحث هذا الملف ، و كان هذا تعبيرا مهذبا ينم عن الرفض ” .
القناة الثانية التي طرقت جبهة منير بابها لتوسيطها لدى النظام المصري بهدف عقد مصالحة تشمل الإفراج عن المعتقلين هي المملكة العربية السعودية .
و كشف مصدر سعودي شارك في جلسات عقدت بين النظام السعودي وقيادات من جبهة منير في كل من لندن و ألمانيا و اسطنبول ، في تصريح لـ ” المنشر ” أن قنوات التواصل بين المملكة و جماعة الإخوان المسلمين لم تغلق أبدا حتى مع دعم قيادة بلاده للنظام المصري الحالي منذ خلع الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي .
و أضاف المصدر السعودي الذي كان حتى وقت قريب دبلوماسيا في بعثة بلاده الدبلوماسية بتركيا و دول عربية ، أن قيادات تابعة لجبهة منير تقيم في السعودية طلبت صراحة من مسؤولين سعوديين ممارسة دور الوسيط بينهم وبين النظام المصري لعقد مصالحة تتضمن الإفراج عن المعتقلين ، و هذا هو الطلب الوحيد للجبهة .
و تابع المصدر قائلا لـ ” المنشر ” أنه شارك في نقل هذا الطلب للنظام المصري غير أن الرد الذي تلقاه هو أنه يتعين على الإخوان أولا الاعتذار عن أعمال العنف التي مارستها بعد سقوط نظام الرئيس الراحل محمد مرسي .
القناة الثالثة التي تحركت فيها جبهة منير لطلب عقد مصالحة مع النظام المصري تمثلت في شخصيات سياسية مصرية تحتفظ بعلاقات جيدة مع بعض دوائر الإخوان ومنها الدكتور حسام بدراوي ، الأمين العام السابق للحزب الوطني الذي كان يحكم مصر قبل ثورة الخامس و العشرين من يناير 2011 ، و المحامي الإسلامي منتصر الزيات ، و الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية و القيادي سابقا بالحزب الوطني .
و بحسب مصادر سياسية مصرية ، تحدثت مع ” المنشر ” فإن كل الشخصيات المصرية التي وسطها الإخوان ” جبهة منير ” لطلب عقد مصالحة مع النظام المصري، قوبلت مساعيها بالرفض .
و كشفت المصادر المصرية لـ ” المنشر ” عن قناة رابعة حاولت جبهة منير توسيطها لطلب مصالحة مع النظام المصري ، تمثلت في قيادي سابق بالمخابرات السودانية خلال حكم نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير ، و يقيم بالقاهرة ، و معروف بقربه من جماعة الإخوان المسلمين .
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أعلن في كلمته خلال مؤتمر إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان ، أنه ليست لديه مشكلة مع ” الفكر المستمر منذ تسعين عاما ” في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين .
و اعتبر مراقبون وقتها أن الرئيس المصري يفتح الباب لإمكانية حوار مع ” الإخوان ” .
غير أن شيئا لم يحدث في هذا الملف من حينها و حتى الآن .