( المنشر – خاص )
جدد الملياردير و رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس هجومه على سياسات نظام السيسي ، حيث شارك في حسابه على تويتر تغريدة تسخر من قرارات السيسي الجديدة بشأن تنظيم ” الزواج ” في مصر ، و التي من بينها فرض مبالغ مالية على الراغبين في الزواج ، و تأسيس لجنة قضائية تستقبل الفحوص الطبية للمقبلين على الزواج ، و هي المخولة بإصدار تراخيص لإتمام الزيجة .
كان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد أثار غضب كثير من المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي بإعلانه تلك القرارات الجديدة خلال كلمة ألقاها مؤخرا خلال افتتاح مصانع للكيماويات يقوم الجيش المصري بإنشائها .
تغريدة ساويرس الجديدة تأتي بينما لم تهدأ بعد معركة أخرى اندلعت على منصات التواصل الاجتماعي بينه من جهة ، و بين عدد من الإعلاميين الموالين للنظام المصري من جهة أخرى .
بدأت المعركة عندما شارك ساويرس في حسابه على تويتر تغريدة تسخر من عدد من إعلاميي النظام تضمنت صورة ظهر فيها عمرو أديب و أحمد موسى و مصطفى بكري و تامر أمين و المعتز بالله عبدالفتاح و محمد الباز و كل منهم يحمل ” طبلة ” ، في إشارة لمجاملتهم الدائمة للنظام المصري ، و كتب ساويرس معلقا على الصورة ” فيه واحد ناقص ” .
و يستخدم المصريون عادة لفظ ” تطبيل ” عند الحديث عن الشخص الذي يجامل رؤسائه دائما و يبرر أخطاءهم .
على الفور رد الإعلامي الموالي للسلطة أحمد موسى ، في تغريدة على حسابه في تويتر أيضا ، قائلا ” عيب عليك يا نجيب ، نحن ندافع عن وطن وشعب ، لن ننسي دورك و قناتك في ٢٠١١ التي أستخدمتها لضرب القوات المسلحة والشرطة والقضاء ، رغم أنك أكثر من كون الثروات في عهد الرئيس الراحل مبارك ، هذا هو نجيب مصلحته أولا …. عيب عليك يا نجيب .. وما خفي أعظم ؟؟؟؟” .
هجوم أحمد موسى على ساويرس ، يأتي متناقضا مع كلام سابق له في مقدمة حوار أجراه معه في يوليو 2014 .
في مقدمة الحوار كال موسى المديح لساويرس ،و وصفه بأنه من أهم رجال الأعمال في مصر و العالم .
كما قال موسى أن ساويرس ينافس المسلمين في اعمال الخير التي يقوم بها خلال شهر رمضان .
تغريدة ساويرس الساخرة من إعلاميي السلطة في مصر أثارت أيضا غضب الإعلامي المصري عمرو أديب المعروف بقربه من السعودية و الذي يعمل في شبكة ” ام بي سي “.
أديب رد على ساويرس في تغريدة بحسابه على تويتر لم ينف فيها أنه و زملاؤه استفادوا من ” التطبيل ” للنظام المصري لكن بدرجة أقل من مهاجمهم .
قال أديب في تغريدته ” احنا مكسبناش من التطبيل قد ما انت كسبت من تطبيلك يا نجيب .جايز تطبيلنا كان له أصوات إنما تطبيلك كان له ابراج ودولارات ويا خساره وعجبى ” .
معركة ساويرس الجديدة مع إعلاميي النظام ليست الأولى ، حيث أن بعض هؤلاء الإعلاميي دأبوا على مهاجمة الملياردير المصري بسبب انتقاداته للنظام ، مثلما فعل مصطفى بكري قبل بضعة شهور عندما هاجم رجل الأعمال الشهير على خلفية تغريدة كتبها الأخير معلقا على حريق نشب بكنيسة ” المنيرة ” في حي “امبابة” ، قال فيه أنه لن يتقبل العزاء في الضحايا إلا بعد معرفة الفاعل :
رد النظام على تغريدة ساويرس جاء من خلال أحد إعلاميي السلطة المقربين هو مصطفى بكري الذي هاجم الملياردير المصري و اتهمه بالسعي لإحداث فتنة و انقسام بين المصريين :
و لا تخلو كل بضعة شهور من أزمة بين ساويرس و إعلاميي النظام و أحيانا النظام نفسه .
فقبل شهور أيضا كان ساويرس قد صرح في حوار صحفي أن شركات الجيش المصري تسيطر على الاقتصاد و تحظى بامتيازات لا يحظى بها باقي رجال الأعمال مما يخلق أجواء منافسة غير عادلة:
بعد تصريحات ساويرس بأيام و خلال كلمة له بافتتاح أحد المشروعات تحدث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول أهمية دور القطاع الخاص ، ما دفع مراقبين للقول بأن كلامه يأتي ردا على ساويرس :
المعروف أن نجيب ساويرس و أسرته يتصدرون قائمة أثرياء مصر بثروة تقترب من 3.5 مليار دولار .
و تعمل أسرة ساويرس في أنواع عدة من الاستثمارات داخل و خارج مصر منها الاتصالات و المقاولات و الصناعة و السياحة و التكنولوجيا .
كما ينظم ساويرس سنويا مهرجانا سينمائيا دوليا في قرية ” الجونة ” السياحية التي يملكها .
ساويرس كان مقربا من نظام مبارك و صنع خلال عهده ثروة كبيرة حيث كان مسيطرا على قطاع الانترنت و الشبكات و له حصة كبيرة من قطاع الاتصالات .
و تأكيدا لهذه العلاقة ، و خلال أحداث ثورة يناير ، ظهر ساويرس على شاشة قناة ” بي بي سي ” مدافعا عن نظام مبارك و مطالبا باستمراره و متهما الثورة بتلقي دعم خارجي لإسقاط النظام ، و مؤكدا ان نظام مبارك جاد في اتخاذ إصلاحات ديمقراطية :
غير أنه و بعد رحيل مبارك فتح ساويرس أبواب القنوات التليفزيونية المملوكة له للإعلاميين المحسوبين ضمن معسكر الثورة مثل باسم يوسف و ريم ماجد و يسري فودة ، حيث شنوا هجوما كبيرا ضد سلطة
المجلس العسكري الذي تولى السلطة بعد مبارك .
كما شاركت قنوات ساويرس التليفزيونية في التركيز على سلبيات حكم الرئيس الرأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المصلمين ، ثم شاركت في الحشد لمظاهرات 30 يونيو 2013 و دعمت تحرك الجيش للإطاحة بمرسي في 3 يوليو .
كما ظهر ساويرس في حوارات تليفزيونية بعد الإطاحة بنظام الإخوان و مرسي مبررا الإطاحة بهم من الحكم :
و خلال حكم الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي كانت العلاقة بين ساويرس و بين السلطة جيدة لدرجة أنه حضر مؤتمرات شارك فيها السيسي و كان الأخير يتحدث معه بلغة إيجابية :
و يرى مراقبون أن العلاقة الجيدة بين ساويرس و النظام الحالي ساعدت رجل الأعمال في التهرب من ضرائب مستحقة على شركاته تقدر بأكثر من 7 مليار جنيه مصري ، تعود للعام 2013 ، و تمت تسويتها مع
السلطة الحالية في مصر ، و بموجب تلك التسوية تم رفع أسماء نجيب و والده و شقيقه ناصف ، من قوائم المنع من السفر و ترقب الوصول ، الأمر الذي يدفع مراقبين للقول بأن أية خلافات بين ساويرس و بين النظام الحالي هي خلافات على مكاسب وليست خلافات جوهرية.
و خلال ظهوره الإعلامي خلال حكم السلطة الحالية في مصر ، بدا ساويرس في مواقف كثيرة داعما لنظام السيسي ، و مطالبا له بمزيد من الإصلاحات خصوصا في سياق فصل الدين عن السياسة .
ففي سبتمبر الماضي ، شارك ساويرس في مؤتمر صحفي نظمته منظمة تابعة له و تحت رئاسته اسمها ” بي بيور انترناشيونال ” طالب فيها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بحظر أي حضور للدين في السياسة بمصر .
و خلال المؤتمر طالب ساويرس ، السيسي ، بالانضمام لمعاهدة تدعو إليها منظمته ، و التي يشغل فيها موقع ” رئيس الأمناء ” ، و تطالب المعاهدة بمنع أي استخدام للدين في السياسة .
و في المؤتمر أيضا قال ساويرس أن المعاهدة تستلهم ” رؤية السيسي ” و تنسجم مع ” السياسات الحكيمة في مصر ” .