على طريق الحرية، قدّم الفلسطينيون في مسيرتهم النضالية منذ النكبة عام 1948، أكثر من 100 ألف شهيد، بينهم قيادات بارزة جرى اغتيالها من قِبل الاحتلال وأذرعه الاستخبارية.
وتخليدا لأرواح هؤلاء، يحيي الفلسطينيون “يوم الشهيد الفلسطيني” في السابع من يناير/كانون الثاني من كل عام. وأقرت منظمة التحرير إضافة هذه المناسبة إلى الأجندة الفلسطينية عام 1969، وربطتها بارتقاء أول شهيد في الثورة الفلسطينية المعاصرة، وهو أحمد موسى سلامة يوم السابع من يناير/كانون الثاني عام 1965 بعد مشاركته في أولى عملياتها “تفجير نفق عيلبون”.
وتشير الإحصائيات الفلسطينية إلى استشهاد 230 فلسطينيا في عام 2022، منهم 53 قتلوا خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في أغسطس/آب.
ووفق “الحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء”، يحتجز الاحتلال جثامين 114 شهيدا في الثلاجات، و254 فيما تُعرف بـ”مقابر الأرقام”، وهي مقابر يعلو كل قبر فيها لوحة معدنية تحمل رقم الملف الأمني لصاحبه.
وكان من بين شهداء فلسطين تاريخيا قادة بارزون تحلّ ذكرى اغتيالهم خلال يناير/كانون الثاني. نستعرض فيما يلي أبرزهم:
1973- حسين بشير أبو الخير
اغتال الموساد الإسرائيلي ممثل حركة “فتح” في قبرص حسين بشير أبو الخير في 24 يناير/كانون الثاني 1973 وذلك بتفجير قنبلة زُرعت في غرفته بأحد فنادق العاصمة القبرصية.
وأبو الخير من مواليد مدينة عكا عام 1943، وغادر فلسطين إبان النكبة، ومن لبنان بدأ مشواره التعليمي ثم السياسي بانضمامه إلى حركة فتح عام 1966.
1979- علي حسن سلامة
اغتيل علي حسن سلامة في 22 يناير/كانون الثاني 1979، وذلك بتفجير سيارته في العاصمة اللبنانية بيروت، بعد أن تمكّن فريق تابع للموساد من تفخيخ سيارة فولكسفاغن بالمتفجرات، ولدى مرور سيارة سلامة جرى تفجيرها، فقُتل و4 من مرافقيه.
وقبل ذلك حاولت إسرائيل اغتيال سلامة في يوليو/تموز 1973 في النرويج، لكن ضحية الاغتيال كان مهاجرا مغربيا.
وكان سلامة مرافقا لياسر عرفات ومسؤولا عن أمنه، واتّهم بأنه العقل المدبّر لعملية “ميونخ”، من أجل المقايضة بالأسرى الفلسطينيين المعتقلين في زنازين الاحتلال. وأدرجت إسرائيل اسمه ضمن 12 فلسطينيا اتهموا بالضلوع في العملية.
وفي عملية ميونخ خطفت مجموعة “أيلول الأسود” الفلسطينية لاعبي البعثة الأولمبية الإسرائيلية، وخلال تبادل لإطلاق النار قُتل الرياضيون الإسرائيليون و5 من خاطفيهم.
1991- أبو إياد وأبو الهول والعمري
في 14 يناير/كانون الثاني 1991، جرى اغتيال 3 من أبرز قادة حركة “فتح”، خلال اجتماع في منزل أحدهم في تونس، وذلك من قبل شخص يدعى “حمزة أبو زيد” مدفوعا من القيادي المنشق عن فتح “أبو نضال”.
والقادة الثلاثة هم عضوا اللجنة المركزية لحركة فتح: صلاح خلف “أبو إياد”، وهايل عبد الحميد “أبو الهول”، وفخري العمري “أبو محمد” أحد مساعدي أبو إياد.
صلاح خلف “أبو إياد”:
ولد في مدينة يافا عام 1933، وهُجّرت عائلته في نكبة 1948 إلى غزة، ثم انتقل إلى مصر بغرض الدراسة الجامعية، ومن هناك بدأ مشواره السياسي من خلال الاتحاد العام لطلبة فلسطين، ثم أصبح أبو إياد من أبرز القيادات المؤسسة لحركة “فتح” في الكويت التي ذهب إليها مدرّسا عام 1951، إلى جانب ياسر عرفات وخالد الحسن وسليم الزعنون وفاروق القدومي وغيرهم.
هايل عبد الحميد “أبو الهول”: ولد عام 1937 في مدينة صفد، وهُجرت عائلته في النكبة إلى سوريا، وكان من أوائل المشاركين في تأسيس حركة “فتح”.
فخري العمري: من مواليد مدينة يافا عام 1936، وعمل في قيادة جهاز الأمن للثورة الفلسطينية، وشارك في قيادة عدد من العمليات، واغتيل بينما كان يحاول حماية الشهيد أبو إياد.
1996- يحيى عياش
في الخامس من يناير/كانون الثاني 1996، وبعد أشهر من المطاردة، اغتالت إسرائيل القائد العسكري في كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يحيى عياش والملقب بـ”المهندس رقم 1″، وذلك بتفجير هاتف نقال كان يستخدمه خلال وجوده بمنزل في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
واتهمت إسرائيل عياش بالمسؤولية عن سلسلة عمليات تفجيرية ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل عام 1994، وكان من أوائل الذين أدخلوا العمليات التفجيرية في الصراع.
وولد عياش في قرية رافات قرب مدينة سلفيت، شمالي الضفة الغربية المحتلة، عام 1966، والتحق بجامعة بيرزيت لدراسة الهندسة الكهربائية، وفيها نشط في إطار الكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة حماس.
2002- رائد الكرمي
في 14 يناير/كانون الثاني 2002 اغتالت إسرائيل رائد الكرمي، قائد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، بتفجير عبوة ناسفة -وفق أرجح الروايات- أثناء مروره من أحد شوارع الحي الشرقي بمدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية.
والكرمي من مواليد 28 يناير/كانون الثاني 1974، وتعرّض لمحاولات اغتيال غير ناجحة بعد اتهامه بالمسؤولية عن عمليات أدت إلى مقتل عدد من الإسرائيليين في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
2002- يوسف السوركجي
في 22 يناير/كانون الثاني 2002 اغتيل القيادي في كتائب القسام يوسف السوركجي، و4 آخرين من عناصر الكتائب، بقصف شقة سكنية بمدينة نابلس ثم اقتحامها وإطلاق النار عليهم.
والسوركجي من مواليد مدينة نابلس عام 1962، وحاصل درجة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الأردنية، وكان أحد مبعدي حركة حماس إلى مرج الزهور عام 1992، وتعرض للاعتقال عدة مرات من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
2009- نزار ريان
في الثاني من يناير/كانون الثاني 2009، اغتال جيش الاحتلال بصاروخين من طائرة إف 16، القيادي البارز في حركة حماس نزار ريان. وأدى القصف إلى استشهاد زوجاته و11 من أبنائه، وتدمير منزله المكون من 4 طوابق في مخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وعرف ريان بظهوره العلني مرتديا الزي العسكري، ووقوفه إلى جانب المقاتلين في الميدان. وهو من مواليد السادس من مارس/آذار 1959، وعمل أستاذا بقسم الحديث النبوي الشريف في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية في غزة، واعتقل عدة مرات من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
2009- سعيد صيام
استشهد القيادي البارز في حركة حماس سعيد صيام يوم 15 يناير/كانون الثاني، وذلك في غارة إسرائيلية أثناء العدوان على غزة عام 2009، وأدت الغارة إلى استشهاد أحد أشقائه.
ولد سعيد محمد صيام يوم 22 يوليو/تموز 1959 في مخيم الشاطئ للاجئين بغزة، لأسرة هاجرت من عسقلان، وحصل على الدبلوم في تدريس العلوم والرياضيات والبكالوريوس في التربية الإسلامية، وتعرض للاعتقال من قبل إسرائيل والسلطة الفلسطينية.
وتولى صيام وزارة الداخلية الفلسطينية بعد فوز حركته في انتخابات 2006، وأسس “القوة التنفيذية” في قطاع غزة.
2010- محمود المبحوح
اغتيل القيادي في حركة حماس محمود المبحوح يوم 19 يناير/كانون الثاني 2010 في أحد فنادق مدينة دبي، بالإمارات العربية المتحدة.
ولد المبحوح يوم 14 فبراير/شباط 1960 في مخيم جباليا بقطاع غزة، وغادر القطاع عام 1989، بعد أن اكتشف الاحتلال الإسرائيلي ضلوعه في اختطاف جنديين لغرض مبادلتهم بأسرى فلسطينيين عام 1988.