أكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية لا تزال متواصلة في سوليدار بعد ساعات على إعلان مجموعة فاغنر المسلحة السيطرة على هذه المدينة الواقعة في مقاطعة دونيتسك بشرق أوكرانيا، أما كييف فأكدت أن ما ينشره الروس عن سقوط سوليدار غير صحيح.
وكان مالك شركة “فاغنر” يفغيني بريغوجين أعلن أن قواته سيطرت على كامل مدينة سوليدار الإستراتيجية، وقال في حسابه على تليغرام إن وحدات فاغنر سيطرت على كامل أراضي سوليدار وإن القتال لا يزال مستمرا في وسط المدينة مع بعض القوات الأوكرانية المحاصرة.
ونشرت وسائل إعلام روسية صورة قالت إنها لمالك شركة “فاغنر” بريغوجين برفقة مقاتلين داخل أحد أنفاق المناجم في مدينة سوليدار. ومن جانبها، ذكرت وكالة “ريا نوفوستي”
أن الصورة تخص أحد مناجم الملح.
وكانت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا قالت إن قوات مجموعة فاغنر بدأت تمشيط المدينة الإستراتيجية بعد سيطرتها كليا عليها، وأضافت أن نحو 500 عسكري أوكراني ما زالوا محاصرين داخل مدينة سوليدار.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء أن المعارك بين القوات الأوكرانية والروسية لا تزال متواصلة في سوليدار، وأوضحت في بيان أن “وحدات مجوقلة (محمولة جوا) عطلت الوصول إلى الأجزاء الشمالية والجنوبية من سوليدار”.
وقالت إن “القوات الجوية الروسية تضرب معاقل العدو، ووحدات هجومية تقاتل في المدينة”، بينما تحاول القوات الروسية منذ أسابيع السيطرة على هذه المدينة الصغيرة الواقعة في منطقة دونيتسك.
كما أكد الكرملين اليوم الأربعاء أهمية عدم “التسرع” في إعلان الانتصار في سوليدار، وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف “دعونا لا نتسرع، لننتظر الإعلانات الرسمية”، مضيفا أن هناك “ديناميكية إيجابية في التقدم” في سوليدار، ورأى أن “النجاحات التكتيكية مهمة جدا بالطبع”.
بدورها، قالت القوات الأوكرانية إن ما ينشره الروس عن سقوط سوليدار غير صحيح وقيادة العمليات ستنشر بيانا بشأن التطورات هناك.
وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني إن الجيش الأوكراني ما زال يدافع عن مواقعه في سوليدار، مؤكدة أن الجيش الروسي يواصل القتال رغم الخسائر الضخمة.
كما قالت قيادة العمليات الأوكرانية إن مدينة سوليدار لا تزال صامدة والقتال مستمر بين الأبنية وفي الشوارع، مضيفة أن الجيش الأوكراني لا يكتفي بالدفاع عن سوليدار بل يشن هجمات معاكسة على القوات الروسية.
وتقع سوليدار في منطقة دونباس الصناعية على بعد نحو 15 كيلومترا من مدينة باخموت، حيث تكبّدت القوات من كلا الجانبين خسائر فادحة في بعض من أعنف معارك الخنادق منذ بدأت الحرب قبل نحو 11 شهرا.
وتكمن أهمية سوليدار في شبكة كهوف تعدين الملح والجص تحت الأرض التي تمتد إلى أكثر من 160 كيلومترا، وتستطيع استيعاب مجموعة كبيرة من الناس على عمق يراوح بين 80 و100 متر، كما يمكن للدبابات وعربات المشاة القتالية التحرك أيضا فيها، حسب تصريحات بريغوجين ذاته السبت الماضي.
كذلك تتميز المدينة بتلالها المرتفعة التي تعطيها ميزة الإشراف على خطوط الإمداد الإستراتيجية بين منطقتي لوغانسك ودونيتسك، والاستيلاء عليها يعني تطويق مدينة باخموت من الشمال وتعطيل خطوط الاتصال الأوكرانية.
على صعيد متصل، قال زعيم دونيتسك الموالي لروسيا دينيس بوشلين إن “تحرير سوليدار يفتح الطريق أمام تحرير كامل الأراضي في دونباس”.
وأضاف أن السيطرة على سوليدار نقطة تحول في طريق إكمال بسط السيطرة على كل الأراضي، مؤكدا أن “تحرير” هذه المدينة مع باخموت وسيفيرسك سيمكن القوات الروسية من تدمير خط المواجهة على طول جبهة دونباس.
كما قالت قوات دونيتسك الموالية لروسيا إنها سيطرت أيضا على قرية بودغورودنوي جنوبي غرب سوليدار.
وتضم دونباس منطقتي دونيتسك ولوغانسك في شرقي أوكرانيا.
من ناحيته، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي صعوبة الوضع في جبهة دونيتسك.
في غضون ذلك، قالت هيئة الأركان الأوكرانية إن قواتها شنّت في الساعات الماضية نحو 20 غارة جوية على مواقع تمركز القوات الروسية وأنظمتها على طول الجبهات المحتدمة في أوكرانيا.
وأضافت هيئة الأركان أن المدفعية الأوكرانية قصفت 3 نقاط سيطرة روسية و10 مواقع للأفراد والعتاد الروسي.
وأشار بيان الهيئة إلى شن القوات الروسية 16 غارة جوية على البنية التحتية المدنية في خيرسون وزاباروجيا وخاركيف ودونيتسك خلال 24 ساعة الماضية.
وقال حاكم مقاطعة خاركيف أوليغ سينهوبوف إن الجيش الروسي قصف مدينة خاركيف عاصمة المقاطعة بعد وقت قصير من الإعلان عن زيارة وزيرة الخارجية الألمانية للمدينة
وأضاف أن القصف استهدف أحياء سكنية ومصنعا للألعاب النارية على نحو أدى إلى اشتعال الحرائق فيه، كما أشار إلى أن الجيش الروسي قصف أكثر من 20 مرة مدنا في المقاطعة أبرزها مدينة كوبيانسك في الجنوب.
من ناحيتها، قالت السلطات المحلية في إقليم دونباس جنوب شرقي أوكرانيا إن قصفًا روسيًّا استهدف مدن كوستانتينيفكا وكراماتورسك وسلوفيانسك في الساعات الماضية، وأضاف مراسل الجزيرة أن القصف تسبب في انفجارات أوقعت أضرارًا مادية.